المشكلة في الثقافة .. وليس في شبكات النت
يمنات
صلاح القرشي
رد النقابة الوطنية للشبكات كان واضحا وواقعي ومفند على ما قاله وزير الاتصالات في مجلس النواب ، بناء على استدعاء قدمه له النائب الاستاذ احمد سيف حاشد بخصوص الرفع الغير قانوني للأسعار تعرفة ورسوم خدمة الانترنت والاجرائيات التي تطال اصحاب الشبكات المحلية الصغيرة وغيرها.
لكن براي الشخصي ليست القضية والمشكلة بين الطرفين تكمن في (موضوع الاجهزة ، او موضوع التقنية ، او موضوع رفع الاسعار لخدمة النت او اواو ) لكي يستطيع ( مجلس النواب او الرئيس المشاط ، او الاستاذ حبتور رئيس حكومة الانقاذ او غيرهم ) ان يتدخلوا ويحلوها بينهم .
المشكلة براي تكمن في الايدلوجية او الثقافة التي تتحرك من خلالها سلطة الحوثيين في كيفية احتكار توجيه المجتمع ثقافيا وسياسيا واعلاميا ، وهي سياسة ونهج تناقض كليا مع وجود اي وسائل اعلام و تعبير اخرى متاحة للمجتمع ، غير الوسائل الخاصة بها في مناطق سيطرتهم.
الحوثيين انتهزوا الفرصة من وجود نسبة من حرية الاعلام ووسائل التعبير وهم يكافحون للوصول للسلطة فقد استفادوا و استخدموا الصحف والقنوات الاعلامية و استخدموا شبكات التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك ، وتويتر وغيرها ) في الهشتاجات والترويج لوجهة نظرهم والهجوم الاعلامي والتحريض على خصومهم، حتى وسيطروا على السلطة .
وبعد ان سيطروا على السلطة في صنعاء وبقية المناطق التي تحت حكمهم حاليا ، كان هدف التخلص من الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ومنع حرية الاعلام اهم اهدافهم وشغلهم الشاغل ، لانهم لا يريدون صوت الا صوتهم ، ولا قلم الا قلمهم ، ولا خبر داخلي او خارجي اعلامي الا خبرهم وكالتهم ، والتي يجب ان تصب لصالح ثقافتهم، في توجية الشعب الذي يحكمونه.
فلا صحف تنشر الا صحفهم ، ولا قنوات فضائية تعمل الا قنواتهم ، ولا إذاعات راديو مسموعة الا إذاعاتهم وهي بالعشرات ببرامج موجهة بهذه الثقافة تستهدف المواطنين وخاصة ابناء القبائل في الارياف .
وانا مع مقولة انهم لو كانوا لا يحققون مبالغ وايرادات ضخمة من ورى خدمة الانترنت ،لكانوا قد قطعوها اول ما سيطروا على صنعاء.
واليوم يحاولون بكل الوسائل وعبر سياسة تدريجية السيطرة الكاملة على وسائل التعبير والاعلام ولم يتبقى معهم الا خدمة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والصحون اللاقطة التي تتيح للجمهور مشاهدة بقية القنوات الاخبارية العربية والاجنبية .
وبذلك بدأوا ينفذون تلك السياسة فشاهدنا كيف فككوا الكثير من شبكان النت الاهلية في ارياف صنعاء وغيرها ، وهذه الايام نشاهد كيف بدأوا يلتفوا على خدمة النت بحيث لا تكون في متناول جميع الطبقات وخاصة الفقيرة في المدن والقرى، وبحيث يعوضوا الايرادات التي تأتي من هذا القطاع ، برفع اسعار الاتصالات وخدمة النت على القطاعات الاخرى وغيرها.
لماذا نغالط انفسنا ولا نقول بصراحة ان منهج حكم حركة الحوثيين تقوم على سياسة تجهيل الشعب الذي يحكمونه وابقائه مغيب الا على المفاهيم التي يريدون فقط هم تعميقها في عقول الشعب التي تصب في جعلهم حكاما لعشرات ومئات السنين بدون تذمر او اعترض وهي سياسة تعد من اولوياتهم في الحكم .
شبكات التواصل الاجتماعي( الفيسبوك ، وتويتر ، والوتس اب. ، وغيرها ) بصراحة لها دور اعلامي مؤثر وتعطي هامش معين للشعب في حرية التعبير من خلال التأثير والتأثر ، وبالتالي لا أستبعد ان تقوم سلطة الحوثيين من قطعها ووفقا لسياسة وثقافة الحكم التي تنتهجها.
ولا استبعد ايضا ان يقوم الحوثيين بإطلاق الفتاوي وتحريم مشاهدة القنوات الاخبارية العربية الا قنواتهم ابتداء بالارياف ثم المدن ، ، وقد نصل يوما الى تحريم شراء الصحون اللاقطة لهذه القنوات وغيرها من الاجراءات،
لذلك لا يفاجئني ما يقومون به هذه الايام من رفع اسعار الانترنت.، واتخاذ الاجراءات ضد مالكي شبكات النت او إقفالها وغيرها من الاجراءات.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.