(مع الخبر) .. البرنامج الذي هزم إمبراطورية العدوان !!!
يمنات
أيوب التميمي
يقول يسري فودة: “حينما يتحول الأبيض إلى رمادي ، ويتحول الرمادي إلى اسود ، ويتحول الأسود الى عدوان ، فتش عن الاعلام.. وحينما يتحول الحق الى شك ، ويتحول الشك الى زور ، ويتحول الزور الى بهتان فتش عن الاعلام، اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يلتصق شيء من الكذب في عقول الجماهير «هؤلاء المتلاعبون بالعقول بكل منهجية وكل ابداع يستحقون من الناحية المهنية كل اعجاب، حتى وان كانوا يستحقون من الناحية الأخلاقية كل احتقار”.
*كلام فودة يلخص الآلة الإعلامية التي واكبت غزو العراق عام 2003م حيث سخرت امريكا وبريطانيا كافة المنابر الإعلامية بما فيها المنابر العربية،مع الغازي الأمريكي وصوروا العراق في عقل المشاهد شيطان رجيم وجب التخلص منه … وما أشبه اليوم بالبارحة، مع غزو اليمن والآلة الإعلامية لقوى العدوان والتي مثلت 95% من وسائل إعلامية مرئية ومسموعة ومواقع إخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي ..وجيش من الذباب الالكتروني و المحللين السياسيين ، بمافيها قنوات و أبواق يمنية، باعوا انفسهم، وعلى مدار الساعة.
سيل هادر من التضليل الإعلامي المعاصر و لم يعد يكتفي بالتكرار لكي يستولي على العقول.. بل اضحى يملك من الوسائل التقنية والتكنولوجية والمعلوماتية والتواصلية والقدرة الهائلة على التلاعب بالصورة ما يمكنه من تحقيق درجة من الخداع والكذب يصعب مقاومتها، خمس سنوات مرت من العدوان الذي فشل على كافة المستويات الحربية والإعلامية منها ..
سنتحدث عن إعلامي وصحفي ومحارب، فيه من النبل والوطنية والحنكة الإعلامية قلما تجدها في بلاط صاحبة الجلالة.
انه الرائع والمتميز (عبدالحافظ معجب ) وبرنامجه “مع الخبر “على قناة الساحات الفضائيه ..
سأتحدث بكل مصداقية وامانة ليس لكونه إعلامياً، بل لكونه واحداً منا بسيط وعظيم وبائس، ومع كوني أشعر بأني لم أستجليه كما يجب، لكن يكفي أن أفصحت عما أشعر به تجاه هذا الإنسان . ولا أدري ما إذا كنتم ترونه كذلك أم لا، لكن هذا أيضًا لا يهم.
ليس عبدالحافظ معجب إعلاميا خارقًا أو شخصًا عبقريًا، هو إعلامي عادي وما يقوم به يمكن لأي إعلامي فعله، وربما هناك اعلاميين أكثر دهاء منه وأشد فطنة وذكاء، لكن الفارق بينهم وبينه، هو صدق الضمير، إننا في الحقيقة وبالمقام الأول لا نعاني من بلادة العقول الإعلامية في البلاد؛ إنما من خراب الضمائر وموات النفوس، وهذا ما يبدو أن معجب متعافي منه. فالرجل حدد وجهته بوضوح وقرر المواجهة بصورة كاملة، وهنا مكمن قوته، لسان صادق وضمير حي، مواقف متجانسة وثبات متتابع، وتلك هي مؤهلات المجد والخلود الاعلامي وثمن الشرف الذي حازه الرجل بسهولة.
خمس سنوات وهو يطل علينا عبر شاشة الساحات ،و برنامجه مع الخبر في إيقاع اعلامي مسرحي رائع، وبسخرية تنسينا متاعب الحياة اليومية .وورم من التضليل الاعلامي ل امبراطورية اعلامية لقوى العدوان .كان معجب حامياً وحارساً لعقولنا من هذا العبث ومن الجعجعة اللفظية وحقن البروباغندا الجوفاء التي صدقها الكثير وانكرها المؤمنون بالقضية الوطنية .
لقد استطاع المال الخليجي أن يسلب الكثير من الإعلاميين هوياتهم، بدلوا جلودهم ونسوا الأرض؛وباعوا شرف الكلمة بثمن بخس ، يدفنون رؤوسهم بين أقدامهم ، ويتوارون في الظل وقد فقدوا القدرة على الكلام وتسجيل موقف مشرف يعيد إليهم إحترامهم لأنفسهم،
على العكس من هذا ، يقف عبدالحافظ معجب في وضح النهار ويعلن موقفه كما لو أنه يتوجه نحو قبلة البلاد ويكبر للصلاة أمام الملأ، ويقول :من كان يؤمن بالله والوطن والارض وبرجاله المخلصين فهو منتصر ، ومن كان يؤمن بسلمان وابن زايد فهو واهم ، وإن قمامة التاريخ مكانهم المناسب.
اعلموا أن كل شيء سينتهي، المال ، والمكاسب والعيش الرغيد جميعها، لا شيء يتبقى سوى ما يحصده على صعيد القيمة والمعنى في قلوب الجماهير، هذه الحظوة الشعبية التي اكتسبها “معجب ” هي كنزه الثمين الذي لن ينفد، متراسه الأزلى الذي يدون في سجل الثوار الحقيقيين الذين وقفوا مع وطنهم .ضد كل مؤامرات الأنذال، ورافعته الصلبة في وجوه المتربصين به في الداخل والخارج.
ألا يتساءل عيال صاحبة الجلالة أنفسهم، لماذا يحتفي الناس عبدالحافظ معجب..؟ لماذا اصبح حديث العامة من الناس،؟!ويدافعون عنه في مجالسهم ويتناقلون حديثه في كل مكان؟! ألا يستفزهم الأمر فيشعرون بالخجل وهم يرون فارق الموقف بينهم وبينه..؟
موقف عبدالحافظ يؤكد تلك الحقيقة البسيطة التي تقول: حتى وأنت في أشد ظروفك اختناقا تستطيع أن تهمس بالحقيقة بألف طريقة وطريقة، الأهم ألا يتمكنوا من سلب كرامتك وإرادتك من الداخل، وما دمت كذلك تستطيع أن تكاشف الناس بما يجب، ولن تعدم الحيلة والوسيلة بالطبع..!
عبدالحافظ : يجسد أنموذجاً للاعلامي الذي يحترم نفسه، وما أحوجنا لدعم مثل هذه النماذج والاحتشاد حولها ؛ كي يأخذوا مكانته التي يستحقها، مقابل تعرية وكشف إعلام الزيف والدجل ، وكل إعلامي مرتزق دس رأسه بين أقدامه وفضّل التواطؤ ضد مصالح بلاده في أكثر اللحظات التأريخية خطورةً وشتاتاً!!..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.