التوتر يتصاعد في شبوة .. هل يسير اتفاق الرياض في طريق اتفاق السلم والشراكة..؟
يمنات – صنعاء – خاص
ارتفعت درجة التوتر في محافظة شبوة، شرق اليمن، اليوم الخميس 12 ديسمبر/كانون أول 2019.
و جاء التوتر عقب وصول قوة تابعة للقوات النخبة المدعومة من الإمارات، و قائد قوات مكافحة الارهاب الاماراتي، إلى ميناء بلحاف في سواحل المحافظة، و الذي اعقبه اتهام محافظ شبوة، محمد بن عديو للقوات الاماراتية باستهداف قوات حكومة هادي.
و صباح السبت تعرضت قوات حكومة هادي لثلاثة كمائن في عدة مديريات، أبرزها استهداف موكبي قائدين عسكريين أثناء توجههم إلى محافظة أبين المجاورة.
و وصل أمس الأربعاء قائد قوات مكافحة الإرهاب الاماراتية، إلى ميناء بلحاف. وسط أنباء عن تسلم الامارات الملف الامني بمحافظتي شبوة و حضرموت.
و تفيد الأنباء الواردة من محافظة شبوة، أن القائد الاماراتي الذي توجه إلى ميناء بلحاف، حيث يوجد مقر للقوات الاماراتية، طلب قوة من النخبة من مدينة المكلا عاصمة المحافظة للدخول إلى ميناء بلحاف.
و تؤكد هذه الأنباء أن قوة من النخبة الموالية للإمارات وصلت صباح الأربعاء إلى ميناء بلحاف، بعد تنسيق لدخولها بين الرئيس هادي و قوات التحالف.
و مساء الأربعاء رفع محافظ محافظة شبوة، محمد صالح بن عديو، بلاغا، إلى الرئيس هادي، كشف فيها أن المحافظة تلقت بلاغا من القوة السعودية في مطار عتق بطلب تسهيل مرور قوة إماراتية من منشأة بلحاف إلى معسكر العلم، حيث تم إبلاغ النقطة التابعة لقوات حكومة هادي و الشرطة بتسهيل مرور القوة. مؤكدا أن ذلك إجراء روتيني يتم كل 15 يوما.
و لفت إلى أنهم فوجئوا أثناء سير القوة بالخط العام أن مروحيات أباتشي تحلق فوق القوة الإماراتية. مؤكدا أن التحليق أمتد إلى مواقع عسكرية و أمنية منتشرة على الخط العام، مع فتح حاجز الصوت و التحليق على علو منخفض على تلك المواقع، ما عده استفزاز تقوم بها القوات الإماراتية.
و أعتبر ابن عديو في بلاغه ما حصل بأنه نية جديدة للقوات الإماراتية باستهداف مواقع عسكرية و أمنية. مشيرا إلى أنه وجه توجيهات صارمة بعدم الانجرار وراء ما يتم التخطيط له من القوات الإماراتية.
و أشار إلى أن المدرعات و الآليات الاماراتية رفضت التوقف في نقاط التفتيش و قامت بمسح المطبات بسرعة جنونية، ما عده استهتار بالقوات المنتشرة في تلك النقاط.
و اليوم الخميس تعرضت قوات حكومة هادي لثلاث كمائن، أدت إلى سقوط ضحايا، من خلال استهداف طقم عسكري و موكب لقائدين عسكريين.
و في تفاصيل هذه الهجمات، قتل جندي و أصيب آخر، في كمين مسلح نصبه مسلحون لطقم عسكري، على الطريق الرابط بين مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة و مديرية نصاب.
و قبله قتل جندي و أصيب اثنان آخران، في كمينين منفصلين استهدف الكمين الأول الذي وقع بين منطقتي “العرم” و “المحفد” موكب عسكري يضم العميد لؤي الزامكي قائد اللواء الثالث حماية رئاسية و العميد سيف القفيش قائد اللواء 115 مشاة، أثناء توجههما إلى محافظة أبين. و الكمين الآخر قتل فيه جندي بعد تعرض طقم لكمين نصبه مسلحون، صباح اليوم الخميس، في منطقة الجهوة.
هذا التصعيد في الهجمات الذي تشهده يأتي في وقت تشهد فيه محافظة أبين المجاورة بين قوات حكومة هادي في مدينة شقرة و قوات الانتقالي في مدينة زنجبار المجاورة، توترا على خلفية منع الانتقالي قوة تابعة للواء الأول حماية رئاسية، وصلت شقرة، من الوصول إلى عدن، تنفيذا لاتفاق الرياض الذي نص على تولي هذا اللواء حماية قصر معاشيق الرئاسي، حيث يشترط الانتقالي لدخول القوة تعيين محافظ و مدير أمن لمحافظة عدن.
تصاعد التوتر بين حكومة هادي و الانتقالي، أدى إلى توقف تنفيذ اتفاق الرياض، و تأخير تنفيذ المصفوفة المزمنة للاتفاق، ما أوصل الاتفاق إلى طريق مسدود، و هو ما ينذر بمواجهة مسلحة في مناطق التماس بين مدينتي شقرة و زنجبار بمحافظة أبين.
يرى مراقبون أن تنفيذ اتفاق الرياض وصل إلى طريق مسدود. معتبرين أن المشكلة تكمن في بنود الاتفاق نفسه، الذي وصفوه بأنه اتفاق حالم، أكثر منه قابل للتنفيذ.
و أشاروا إلى أن العقبات أمام تنفيذ الاتفاق خصوصا الملحق العسكري و الأمني يشابه تماما اتفاق السلم و الشراكة، الذي جاء بعد دخول أنصار الله “الحوثيين” العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، و الذي مثلت الملحقات العسكرية للاتفاق عائق أمام التنفيذ ما أوصل البلاد إلى حرب ما تزال مستعرة إلى اليوم.
الأنباء التي تحدثت عن تسلم الإمارات باتفاق مع السعودية للملف الأمني في شبوة و حضرموت، هو الآخر يبدو مفخخا لاتفاق الرياض، خاصة و أن القوات العسكرية في شبوة موالية لتجمع الإصلاح، الذي تصنفه الإمارات في قائمة “الارهاب”، و هو ما يعني في حال صحت أنباء تسلم الامارات الملف الأمني في المحافظتين، جمع المتناقضات في مكان واحد، و هذا الجمع المتناقض لا يعني سوى تفجير الوضع عسكريا مرة أخرى، و لكن هذه المرة في محافظة شبوة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.