فضاء حر

تعامل سلطة صنعاء مع حاشد كشف نواياها ومصير الحل والتسوية

يمنات

صلاح القرشي

مايجري من تعامل مع النائب احمد سيف حاشد من قبل سلطة الحوثيين في صنعاء، يعطي مؤشر خطير جدا الى ٱن هذه السلطة لن تكون مستعدة وجاهزة في اي وقت وفي اي يوم للانخراط في مصالحة وطنية حقيقية تحقن دماءاليمنين، وتوقف الحرب، و تفضي الى مشاركة السلطة مع المكونات السياسية اليمنية وإعادة بناء الدولة، وإعترافها عن قناعة بمشاركة السلطة الحقيقية مع ابناء تعز او مع أبناء الجنوب أو مع أبناء مارب والجوف أو الحديدة أو مع أبناء بقية المحافظات.

فإذا كانت هذه السلطة الى اليوم لم تقتنع وتستوعب وجود النائب حاشد في صنعاء، وضاقت ذرعا بما يبديه من معارضة ونقد لأخطائها وانحرافاتها او للإنتصار للمظلوميات التي تحدث داخل المؤسسات والمناطق التي تقع تحت سيطرتها، فمبالكم بوجود كل المكونات السياسية والعسكرية في صنعاء بعد عودتها بموجب ابرام التسوية السياسية التي ستنهي الحرب في اليمن. فكيف ستتعامل مع ذلك..؟

إذاكانت سلطة الحوثيين لم يتسع صدرها وتتعامل ووفقا للقانون والنظام الديمقراطي ودستور الجمهورية اليمنية مع النائب حاشد، الذي لايمتلك لا مليشيات مسلحة اوكادر كبير من القواعد الحزبية والسياسية.

فكيف ستتعامل هذه السلطة مع المكونات الحزبية والسياسية الذين يمتلك البعض منهم جيوش او مليشيات مسلحة وقواعد حزبية وسياسية، ستتطالب وستشارك بهم في كل مفاصل السلطة وفي كل مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة الامنية والعسكرية..؟

بكل صراحة نقول مايحدث للنائب حاشد مع هذه السلطة يلخص وبوضوح كل النوايا الحقيقية لها تجاه مصير مستقبل التسوية في اليمن، وان كل التصريحات التي تصدر عن قياداتها فيما يخص إستعدادهم للمفاوضات وتشارك السلطة وتكوين حكومة وحدة وطنية، وعدم التفرد بالسلطة لاي طرف من الاطراف، وصولا الى انهاء الحرب في اليمن، ماهي إلا مجرد (تقية) يستخدمونها للإستهلاك المحلي والدولي والظهور بمظهر الساعي لتحقيق السلام في اليمن، وفي الواقع هذه السلطة غير مستعدة إطلاقا للإعتراف بالحقوق المدنية والسياسية لكافة اليمنين، وتسعى الى إقامة سلطة ديكتاتورية كهنوتية تسعى للتفرد بالسلطة والثروة والقوة وتبقي بقية الشعب اليمني تحت الاستعباد وبدون اي مشاركة حقيقية في امتلالك اي سلطة او مشاركتها للقوة والثروة، وحتى لوكان الثمن تشظى اليمن الى عشر يمنات

ووقعت اليمن تحت الاحتلال الاجنبي، واقامة حكمها وسلطتها فقط على جزء من الوطن، وادى إستمرار الحرب لمقتل الملايين وتهجير الملايين وتدمير كل شبر من ارض اليمن. كل هذا لايهمها.

اخيرا نقول بكل أسف ان سلطة الحوثيين والتي تقوم على هكذا مشروع، وهكذا توجه، وهكذا سياسة، لن تقبل ان تتعايش أو تحافظ على العيش المشترك مع اليمنين في أي نظام و دولة يمنية بكل مكوناته ونخبه، وفي ظل نظام يقوم على تشارك السلطة والقوة والثروة، او في ظل مؤسسات وطنية محايدة تعكس كل مكونات الشعب اليمني وتكون محايدة وضامنة للجميع، او في ظل ضمان الحرية والكرامة لجميع أبناء الشعب اليمني، والانتقال السلمي للسلطة بين اليمنين، ووفق نظام إنتخابي ديمقراطي حر ونزيه وشفاف.

زر الذهاب إلى الأعلى