فضاء حر

هل تغيّر أنصار الله بعد دخول صنعاء أم تغير الواقع فكشف حقيقتهم..؟

يمنات

صالح هبرة

كنا ننتقد إدارة النظام السابق فيما يتعلق بوضع البلد؛ معتبرين أن قادة النظام السابق ليسوا فقط فاشلين، و إنما غير مؤهلين لإقامة حكمٍ رشيدٍ ينعم في ظله الجميع؛ مؤكدين أنه لو أتيحت لنا فرصة إدارة الوضع و تمكنّا من موارد الدولة مثل ما هو حاصل بالنسبة لهم لانتقلنا باليمن إلى مصافّ الدول الغنية، و لجعلنا المواطن اليمني يعيش في نعيم مقيم، و لغيّرنا من حياة الشعب بكل فئاته.

و من هذا المنطلق كنا ننتقد الواقع بكل ما فيه.

كنا ننتقد التعليم بكل مستوياته، سواء من حيث الأداء أو المناهج المقرة، كما كنا ننتقد ارتفاع الأسعار و الجرع التي كانت تفرض على الشعب حتى استطعنا أن نجعل من إحدى الجرع وسيلة لتجييش الشارع و إسقاط النظام.

انتقدنا السجون، بما فيها الأمن السياسي و القومي، بل و انتقدنا إنشاءهما و أخرجنا على ضوء ذلك مسيرات تطالب بإلغائهما؛ ما أدى لتدخل الأمن و سقوط ما لا يقل عن أحد عشر شهيداً عدى الجرحى.

كما انتقدنا الفساد المستشري داخل مفاصل النظام، و استغلال مجموعة من النافذين للسلطة لخدمة مصالحها و بما يعزز من نفوذها..

انتقدنا ازدواجية التوظيف و خضوعها للمحسوبيات بعيداً عن معيار الكفاءة المعتبرة..

كما انتقدنا المؤسسة العسكرية و الأمنية؛ باعتبارهما لم يُبنيان على أسس الولاء للوطن، و إنما على أساس الولاء لشخص أو لعائلة.

لقد كنا و كثير من أبنا الشعب ننتقد هذه الاختلالات على أساس إصلاحها باعتبار ذلك يمثل مسؤولية دينية و وطنية، و لا يجوز السكوت عليه أو المداهنة لمن يمارسه، و لكن ماذا أنجزنا بعدما دخلنا صنعاء و أمسكنا بالوضع..؟

هل غيرنا شيئاً مما كنا ننتقده، و نعتبر أن مواجهته دين و جهاد في سبيل الله و المستضعفين..؟

هل خففنا عن المستضعفين من أعبا الحياة شيئاً..؟

و هل من التخفيف عن المستضعفين أن يشتري دبة الغاز بـ(8000) ريال، بدلاً من (1200) ريال، و دبة البترول بـ (7000) ريال، بدلاً من (3500) ريال، و الدقيق بـ(12000) ريال بدلاً من (4000) ريال..؟

أين الأمن السياسي و القومي، و أين أتينا بدماء الشهداء و بوعودنا للناس..؟ أليس هذا ينعكس على مصداقيتنا، و يقلل من ثقة الناس فينا و فيما نطلقه من وعود خصوصاً و نحن نقدم أنفسنا أننا دعاة إلى الدين..؟

كيف أصبح الجيش و الأمن..؟ و لمن يتم إعلان ولاءهما اليوم..؟

كيف المحسوبيات في التوظيف، و ماهي المعايير التي يتم على ضوئها توظيف الشخص لدينا..؟

هل غيّرنا مما كنا ننتقده في مقابل الوعود التي أطلقناها و التضحيات التي قدمها الشعب و لازال يقدمها، هل أبقينا شيئاً يدلل على مصداقيتنا و وفائنا..؟

لماذا ما كنا نعتبره حراماً ممارسته من غيرنا باتَ حلالاً ممارسته منا، بل و نعتبره من مصاديق وعد الله للمؤمنين و فضله علينا…إلخ. أنا لم أفهم هذه المفارقة..!!!

و مع ذلك نحن نقدر الوضع الصعب الذي يفرضه العدوان على شعبنا، و أن حربه علينا لم تتوقف على الجانب العسكري فقط، و إنما امتدت لتشمل الحرب الاقتصادية و الأخلاقية …. فهذا قد يجعلنا نبرر و نتحمل بعضاً من تلك السلوكيات السلبية، و لكنه ليس مبرراً منطقياً لكل هذه السلوكيات و لا مشرعناً لها و التي لا يمكن لشعب سوي أن يتحملها، و على جماعة أنصار الله أن تتحلى بالحكمة و أن تكون أكثر تعايشاً مع أبناء وطنها و مع مخالفيها فهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن.

و لذا يرِد نفس سؤال العنوان: هل تغيّر أنصار الله بعد دخول صنعاء، أم تغير الواقع فكشف حقيقة أنصار الله.؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى