حرب اليمن .. السعودية والخروج من باب الطوارئ الخلفي
يمنات
صلاح السقلدي
قرار تعليق العمليات العسكرية باليمن لمدة أسبوعين والذي اتخذته السعودية قبل يومين هو مقدمّـــة ستفضي قطعاً إلى إعلان شامل ونهائي لهذه الحرب، لسبب بسيط، وهو أن هذا القرار باتْ رغبة سعودية -ومن خلفها الولايات المتحدة- بعد ست سنوات من الفشل العسكري ومن الغرق بالمستنقع اليمني العميق وبعد سنوات من تمـــرُغ السمعة الأخلاقية للمملكة في رغام أروقة المنظمات الحقوقية والإنسانية. فالسعودية منذ عام تقريباً وهي تتلمس طريق الخروج من هذه الربقة العصية، خصوصاً بعد أن تركها حليفها الرئيس ( الإمارات العربية المتحدة) تواجه مصيرها برمال اليمن المتحركة منفردة،وبعد أن توالتْ على رأسها الهزائم العسكرية تباعاً ،كما جرى قبل أسابيع في جبهات مأرب والجوف، وتشظي تحالفها باليمن ووصول الجنوب الى حافة الصدام العسكري الشامل بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الحكومية، سيما في حاضرة الجنوب “عدن” وسخونة الصراع الصامت على العرش الذي يشتد بجنبات الأسرة المالكة فقد عمدت أي السعودية الى وسائل شتى لبلوغ هدف وقف الحرب، منها الحوارات التي تجريها خلسة مع (حكومة صنعاء)،دون اكتراث بموقف الحكومة اليمنية الموالية لها, والتي تشهد هي الأخرى فوضى عارمة في صفوفها وتصدعا خطيرا بتوليفتها الهجين. وبالتالي فلم يكن مستغربا أن تعلن السعودية يوم الأربعاء الماضي باسم التحالف العربي أنّها قـــرّرت تعليق العمليات الحربية لدواعٍ إنسانية بحسب بيان هذا التحالف، وأن كانتْ اشترطت فترة محدودة لوقفها بـــ أسبوعين، فهذه المُــدة ليست أكثر من حيلة سعودية ذكية لتجنِـــبها انتقادات شركائها باليمن ولئلا تبدو بوضع المهزوم، وخصوصا انتقادات الحكومة اليمنية الموالية لها والتي وجدت نفسها مغيّــبة تماما عن صناعة القرارات، ولا تعلم شيئا عمّا تهندسه السعودية من خلف الحَــجب مع حكومة صنعاء.
فالوباء الجائح لفايروس “كورونا” كان بمثابة الفرصة السانحة و الحبل النجاة الذي تشبثت به السعودية بقوة للحيلولة دون الانزلاق أكثر بالوحل اليمني الزلق، وكان الذريعة المقنعة التي من الصعوبة بمكان أن تعترض عليها أية قوى باليمن تعارض وقف الحرب بهذه الطريقة المذلة لها وتطيح بحُـلمها بالعودة الى سدة الحكم في صنعاء والإجهاز على خصومها هناك بحسب الوعود السعودية.
وحتى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية التي تحرص على إبقاء الحرب مستمرة بعد أن وجدت فيها سوقا مزهرة لأسلحتها الهائلة، فأن السعودية التي ظل قرارها بشأن الحرب باليمن مربوطاً الى بوابة البيت الأبيض ورهنا للابتزاز الأوربي ترى أن الولايات المتحدة ورئيسها ” رجل الأعمال” ترامب” ودول الغرب في حالة انشغال تام بوباء كورنا الذي يعصف بالمدن الأمريكية والأوربية لا تقوى في هذه الظروف على الاعتراض على وقف الحرب- أعلن مساء الخميس 9نيسان إبريل الجاري السفير الأمريكي لدى اليمن،” كريستوفرهنزل”، عن ترحيبه، بإعلان التحالف العربي، وقف إطلاق النار – فقد انتهزت المملكة العربية السعودية هذه الجائحة للإفلات من القبضة الأمريكية والغربية والإقدام على اتخاذ الخطوة الأولى في وقف الحرب واخراج نفسها من كابوس حرب دخلت عامها السادس قبل أسبوعين دون طائل في وقت يزداد فيه فايروس كورونا بالمملكة شراسة، وتشهد ينابيع الاقتصاد السعودية انسداد شبه كُــلي بعيونها، لتحشرها كل هذه التحديات في أضيق الزوايا، لن تجد معها فكاكا ولا بدٌ من اتخاذ قرار وقف الحرب كمخرج طوارئ خلفي، وأن كان هذا القرار يتم على شكل اقساط ومراحل، لحاجة في نفس صانع القرار بقصر اليمامة الوثير.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.