فضاء حر

من يمتلك قرار وقف الحرب وشروط نجاح أي تسوية سياسية شاملة في اليمن..؟

يمنات

صلاح القرشي

التقي الأمين العام للأمم المتحدث غوتريوس بجواد ظريف وزير خارجية ايران لمناقشة وبحث سبل إيقاف الحرب في اليمن وآفاق التسوية السياسية الشاملة هناك.

من جهة اخرى وزير خارجية روسيا لافروف يلتقي بظريف ويبحث معه سبل وقف الحرب في اليمن والتسوية هناك.

ماذا يعني هذا..؟

هذا يعني انه ولكي توقف الحرب على الشعب اليمني ودولته وتنجح اي تسوية سياسية، فلابد من:

أولا ان ترضى وتوافق ايران على ذلك بعد ان تكون قد ضمنت تحقيق نفوذها ومصالح في اليمن..

وثانيا ان ترضى وتوافق السعودية بعد ان تضمن تحقيق نفوذها ومصالحها في اليمن..

وثالثا يجب موافقة الامارات كذلك بعد ان تكون هي ايضا قد ضمنت تحقيق نفوذها ومصالحها في اليمن..

ورابعا ان ترضى وتوافق بريطانيا وهذا المهم على ذلك بعد ان تضمن تحقق نفوذها ومصالحها في اليمن.

وخامسا ان ترضى وتوافق امريكا وهذا الأهم على وقف الحرب بعد ان تضمن تحقق نفوذها ومصالحها في اليمن..

وكذلك سلطنة عمان وغيرها من الدول التي تتداخل ولها هواجس وطموحات وأماني في اليمن..

بمعنى اخر ان الحرب العدوانية على الشعب اليمني ومقدراته ووحدته وموقعه الجغرافي وجزره وثرواته لن تتوقف إلا لو وافقت هذه الدول وتحصلت على كل شروطها وأطماعها في النفوذ والمصالح والدور التي تلعبه في اليمن..!! وضمنت لها ذلك أي تسوية يراد فرضها في اليمن..

فالى متى سنظل نحن اليمنيين مرتهنين لقرار وشروط وموافقة هذه الدول على وقف الحرب على بلادنا..؟ وإلى متى سنبقى نتحمل كل هذه الويلات والمعاناة..؟

الامين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية الدول الكبرى والدول الاقليمية يلتقون ويتقابلون مع بعضهم البعض لمناقشة وبحث سبل وقف الحرب باليمن، لكن بناءا على شروط وتحقق مصالح ونفوذ هذه الدول في اليمن.

ولا احد من هؤلاء القادة والمسئولين والوزراء يبحث سبل وقف الحرب في اليمن وآفاق التسوية السياسية بناء على مصالح الشعب اليمني العليا ووحدة وطنه واستقلاله وسيادته.

بقي ان نقول ونعترف اننا نحن اليمنيين نتحمل مسئولية كل ما يحدث لنا من وتقتيل وتهجير وتفتيت، وأننا نحن من اخطأنا بحق شعبنا ووطننا في المقام الاول والاخير، ولا يقع هذا الخطاء على عاتق هذه الدول، بل على عاتقنا، لأننا نحن من ارتضينا ان ننجر و ننقاد لأمراء حرب وقادة مليشيات ومكونات سياسية ودينية تحمل مشاريع ضيقة، مرتبطة وتابعة لهذه الدول، لأنها هي التي فتحت لها الابواب على مصراعيها لتتدخل في اليمن، وتشن الحرب البشعة علينا، وتدعم بالمال والسلاح كل التناقضات في اليمن، وتسرح وتمرح وتفسد لتتحول في النهاية هذه الدول الى دول تتحكم وتتشرط في تقرير مصيرنا ومصير دولتنا ومصير وقف الحرب والتسوية السياسية برمتها، ووفق ما يحلو لها ووفق ما تحقق لها من نفوذ ومصالح في اليمن. فلولا هذه القوى الداخلية لما تدخلت هذه الدول الخارجية في الشؤون اليمنية.

فعلينا جميعا نحن اليمنيين القيام بعملية المراجعة وتصحيح الخطاء الذي ارتكبناه بحق شعبنا ووطننا والعودة الى المسار الصحيح، الذي يستند اولا وأخيرا على ثوابت ومصالح الشعب اليمني العليا ولا يرتهن لمصالح هذه الدول وأدواتهم من امراء الحرب في الداخل اليمني.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى