ماذا بعد ديمقراطية المستبد؟!
يمنات
محمد اللوزي
الديمقراطية لم تكن في يوم من الأيام حلا في الحكم وإدارة الدولة والعلاقة بين أفراد المجتمع.. ولم تكن في مستوى المعول عليها في خلاص البشرية من القمع والاضطهاد ومصادرة الحريات، ولم تكن نظام حل مشكلات بطرق منتظمة. لذلك ظلت شعارا يرفع لدى الأورو أمريكي الذي يقتنص فرص الاستغلال للآخر والسيطرة عليه واتخاذها عكازا للطريق الى حالة استعمارية أجد تحت لافتة الديمقراطية.. د
سقطت بغداد وتنمرت دول الديكتاتوريات في نادي الأغنياء الخليج تحت هذه اللافتة، تقاسم الكبار لقمة الصغار وجرت انقلابات في بلدان عديدة، وحوصرت شعوب كما في بلدان أمريكا الجنوبية. تحت عنوان الديمقراطية، وتهاوت سيادات دول كما بنما، والقائمة لاتنتهي من دول تتزعم الدفاع عن الديمقراطية وتعدي على الآخر بذات العنوان، كماتتخذ منها عصا لضرب مايسمى بالدولة المارقة. إذا هي ديمقراطية انتهازية، كاذبة، استغلالية، قامعة. ديمقراطية رساميل عابرة للقارات ومصالح تتصارع وقوى تنال من الآخر الضعيف. فهي من انتجت البقاء للأقوى وللأفضل، ونظرية الانتخاب الطبيعي لاتخرج عن هذا المسار الديمقراطي، والبيروسترويكا الغورباتشوفية هي أيضا في ذات السياق، كما نظرية التفكيكية أو الهدم من أجل البناء، التي انتقلت من الأدب وعلم الاجتماع الى السياسة باسم الفوضى الخلاقة بصناعة أمريكية، لتدمر العالم ثالثي وتدمر أيضا عالمها رغما عنها لأنها تمارس اختلال توازن كوني.
وإذا في هذا الفضاء السيبرنطيقي مالذي تبقى من قيم؟. أزعم هنا أن الافتراضي وحده هو العالم الغني بالديمقراطية، هو المجال المفتوح للكل فقير /غني، متقدم /متخلف، عبقري /غبي، عالم /جاهل. لم نشاهد ديمقراطية حقيقية نشأت إلا عبر العلم فقط،وحده الانجاز العلمي صنع الديمقراطية التي تتدفق معلومات وأخبار ومعرفة بلاحدود، هي متاحة للجميع من الجميع. هنا غدا الإنسان فاعلا ومتفاعلا، يقبل ويرفض مايريد ويسهم في إخصاب الفكرة والحقول العلمية. بهذا المعنى. نعم الديمقراطية انتقلت من عالم السياسة والاجتماع الى العالم الافتراضي كفضاء مفتوح، الى الانسان دونما تمايز او احتكار أو رقيب عتيد.
لعل أهم ماجاد به العلم، هو اكتشافه من جديد للديمقراطية وكشفه زيفها في آن واحد.فهل يفلت من عالم القمع السياسي ويصنع عالمه الافتراضي الآخر، بالبحث عن نظام أكثر عدالة يتسق مع التقدم العلمي الغير مسبوق. يبدو أن مايحدث اليوم من خلخلة في مفاهيم عدة وفي سياسة، دول وصراع الجبابرة الاقتصادي وهما على طرفي الكرة الأرضية يسير في هذا الاتجاه. البحث عن حالة توازن بين الواقع والمتغير. بين الممكن والمستحيل أو هكذا يهيء لي.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.