فضاء حر

اليمن وكورونا … تحليل مفصل

يمنات

د. غلام ضبعان*

ستتجه اليمن إلى مناعة القطيع لاإراديا..

لنكن واقعيين وبدون مبالغات، من المستحيل استنساخ أي سيناريو لأي دولة بخصوص التصدي لكورونا وتطبيقه على اليمن، للأسباب التالية:

1 – اليمن دولة ذات ظروف مختلفة كليا (حروب، صراعات داخلية، سلطات ضعيفة، سلطات فاسدة جدا، سلطات لا تأخذ بنصيحة الطبيب او المختص في رسم خطة مناسبة للتصدي لكورونا).

2 – الوضع الاقتصادي اكثر من منهار..! 95% من الشعب ان لم يكن اكثر يعتمدون على أعمالهم الشخصية والعمل اليومي لكسب قوت يومهم..! فكيف نريدهم ان يلزموا بيوتهم ويقفلوا أبوابهم لمدة قد تصل (١ – ٣) أشهر وربما اكثر..! وهنا لايجب علينا المبالغة في المثالية وعدم الجنوح الى الشطحات والمبالغات.

3 – ربما اصبحت لدينا شريحة واسعة من الشعب بكل فئاته يفهم ويعي خطوره كورونا ويلتزم بالتعليمات الموصى بها، لكنه أيضا لدينا ربما شريحة كبيرة جدا أيضا لاتعي ولاتعطي للأمر أهمية

4 – لاننسى القطاع الصحي في اليمن الذي يعاني من انهيار وشلل اصاب معظم أجزائه ومع ذلك نُكن لهذا القطاع التقدير والعرفان لما يبذلونه من جهود كبيرة في محاولات للتصدي للمرض حال ظهوره وانتشاره..

5 – لا ننسى أيضا البيئة الصحيه للبلد بشكل عام، الظروف الاقتصادية والحروب والصراعات القبلية أوجدت شريحة كبيرة تعاني من نقص حاد في التغذية وتوفير الغذاء ناهيك عن الدواء وشرائح اخرى أجبرتها الحروب على الهروب من قراها ومدنها واللجوء الى مدن اخرى تحت وطأة ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية جدا.

6 – نأتي الآن الى نقطة هامة اخرى وهي التمثيل الردئ والهزيل جدا لليمن في المحاور الدولية، هذا الأمر جعل المجتمع الدولي يتجاهل دعم اليمن واليمنيين بشكل واضح جدا وهذا سبب اخر مؤثر فيما يخص التصدي لكورونا.

اذا ومن خلال تلك المعطيات، وفي رأيي الشخصي..! لا اعتقد ان الدعوات المطالبة للمجتمع بالانعزال والمكوث في البيوت ستجدي نفعا على الإطلاق. فقد تلزم تلك الاسرة نظرا لرغبتها بذلك وتوفر مصدر الدخل لها، ولكن ذلك لن ينطبق على أسر عديدهدة اخرى. اضافة الى نقطة هامة اخرى وهي ان كثير من الأسر تتكون من عدد كبير من الأفراد يسكنون بيت واحد وربما صغير يصعب عليهم عزل شخص مريض داخل البيت في ظل ظروف الانعزال المنزلي الشاملة..!!! انه امر شبه مستحيل بل ضرب من الخيال..!

اذا ماذا اعتقد..؟!
في رأيي يجب التركيز الكبير على الالتزام بتطبيق تعليمات وأدوات منع انتشار العدوى. أهمها:

1- التباعد الجسدي ومن ثم الاجتماعي. مترين على الأقل وتنظيم وفرض ذلك من قبل السطات المحلية والمجتمعية

2- غسل اليدين بالماء والصابون جيدا، واستخدام المعقمات.

3- لبس الكمامة (تستطيع تصنيعها في البيت) والالتزام بارتدائها عند الخروج وعدم لمسها مطلقا الا بعد غسل اليدين جيدا تستطيع تغييرها او وضعها للغسل.

4- التعود على عدم لمس الوجه بتاتاً..!! اقرأها مرة اخرى! والتعود على ذلك ليصبح نموذج حياة يومي مع الوقت سيصبح الأمر طبيعيًا.

5- غسل وتعقيم المواد والأدوات المشتراة عند ادخالها الى البيت.

6- نقطة اخرى هامة، ان شعرت بأي اعراض مرضية الرجاء البقاء في بيتك وابتعد قدر المستطاع من أفراد اسرتك فيما لو لا قدر الله تكون مصابا.

7- يجب الحرص على ابقاء من هم فوق سن ال 50-55 خاصة من لديهم أمراض مزمنة اخرى بالبقاء في بيوتهم وعدم الاختلاط قدر الإمكان.

وهنا اعتقد بل واجزم بأن وضع اليمن واليمنيين مختلف تماماً.

وكل الدعوات التي تذهب باتجاه العزل المجتمعي التام هي مجرد شطحات واحلام.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

* دكتوراه في علم الميكروبات الطبية والمناعة – كندا، يقيم في تورونتو

زر الذهاب إلى الأعلى