صحيفة لندنية: وفيات كورونا في صنعاء تتزايد وتشمل العديد من الشخصيات البارزة وتحدث أزمة قبور
يمنات – صنعاء
أحدثت الأعداد الكبيرة للوفيات يومياً في العاصمة صنعاء، بسبب انتشار وباء كورونا المستجد، أزمة كبيرة في توفير القبور للمتوفين، إثر تجاوز أعداد المتوفين الطاقة الاستيعابية للمقابر العامة، كما لم يستطع حفارو القبور حفر وتوفير أعداد كبيرة من القبور بسبب الأعداد المتزايدة للمتوفين يومياً، والتي حصدت أرواح المئات إذا لم تكن بالآلاف بينها شخصيات بارزة.
ونقلت صحيفة «القدس العربي» اللندنية، عن مصادر محلية في صنعاء، أن وباء كورونا المستجد وتعامل “انصارالله” مع الجائحة خلق رعباً وهلعاً أكثر من الرعب الذي شهدته العاصمة جراء الحرب الراهنة.
وأوضحت أن مصدر الرعب والهلع في صنعاء حالياً، ليس بسبب انتشار وباء كورونا بشكل مخيف فحسب، ولكن أيضاً بسبب تعامل “انصار الله” مع هذا الوباء باستهتار وبأسلوب تصفية حسابات.
وقالت إن « انصار الله سلّطت أعينها وجواسيسها في الأحياء السكنية وتقتحم البيوت بقوة السلاح وكأنها اقتحامات أمنية لكل من تشتبه بتعرضه للإصابة أو لكل من ترغب في تصفيته في المستشفى، ومن يصل إلى المستشفى لا يعود حياً مطلقاً، حيث يتم الإعلان عن وفاته بعد أقل من يومين بمبرر تعرضه لفيروس كورونا حتى وإن كانت الأسباب أخرى».
إلى ذلك، اتهمت منظمة سام للحقوق والحريات “انصار الله” بأنها تتعامل مع ملف انتشار وباء كورونا بعقلية أمنية وحولت هذا الملف إلى ملف أمني بعيداً عن المعايير والبرتوكولات الطبية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وقالت المنظمة، في بيان رسمي أمس الأول، إن “انصار الله” تتعامل مع جائحة كورونا كـ«ملف أمني»، وكلفت الأجهزة الأمنية وجهاز «الأمن الوقائي» ، بإدارة ملف جائحة كورونا بالقيام بالتتبع والاعتقال والإبلاغ والحجر لكل مشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا بعيداً عن المؤسسات الطبية العامة أو الخاصة.
وطالبت المنظمة بضرورة تسليم “انصار الله” ملف كورونا للجهات الطبية، ووقف التدخل الأمني في ذلك وكذا وقف الممارسات القمعية أثناء التعامل مع المشتبه إصابتهم بذلك، والتي من شأنها بث الخوف والرعب وسط المجتمع، وتجعل المصابين يفقدون الثقة بالمؤسسات الطبية، وتساهم أكثر في تفشي الوباء، جراء إحجام العديد من المصابين عن الإبلاغ عن حالاتهم أو الوصول إلى المستشفيات.
وكشف أن “انصار الله” عينت مشرفاً أمنياً من قبل أجهزتها الأمنية في كل مستشفى لمتابعة الحالات المشتبه إصابتها بكورونا، ونسبت إلى مصدر طبي خاص، قوله إن وزير الصحة في حكومة الانقاذ، طه المتوكل، أفصح «في اجتماع سري أن الإصابات بمرض كورونا في صنعاء بالآلاف، وأن الوزارة تدفن يومياً ضحايا للفيروس بحضور اثنين من أهاليهم».
كما كشفت مصادر إعلامية ونشطاء سياسيون أنه حصد وباء كورونا خلال الثلاثة أيام الماضية أرواح العديد من الشخصيات البارزة والمعروفة في العاصمة صنعاء، بينها شخصيات سياسية وثقافية وأدبية بارزة، أبرزهم عضو مجلس النواب عبد الرحمن عبد الله المحبشي، والأديب والشاعر الكبير حسن عبد الله الشرفي، والسفير عبد الواحد هزاع طاهر العديني، والقاضي فضل عبد الله الآنسي، والقاضي محمد يحيى بدر الشرفي، والشيخ حزام البخيتي، ورجل الأعمال عبد الإله الخطيب، ورئيس الدائرة الإعلامية بمجلس النواب قائد محمد قائد، واللواء أحمد عبد الله شريم، واللواء علي أحمد هاجر، والشيخ مقبل عبد الرب الشهاري، والدكتور حاتم أبو حاتم.
وفي سياق متصل، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الثلاثاء الماضي، إن عملها في اليمن يقترب من «نقطة الانهيار المحتمل» مع انتشار فيروس كورونا في البلاد وازدياد عدد الأسر التي تلجأ للاستجداء وتشغيل الأطفال وتزويجهم.
ويعتمد حوالي 80 ٪ من سكان اليمن الذين يعانون من سوء التغذية على المساعدات الإنسانية بما جعل الوضع في البلاد أكبر أزمة إنسانية في العالم حتى قبل ظهور الفيروس.
وفي الأسبوع الماضي، قالت الأمم المتحدة إن نظام الرعاية الصحية في اليمن «انهار فعلياً» وإن من المعتقد أن فيروس كورونا ينتشر في مختلف أنحاء البلاد وأطلقت نداء من أجل الحصول على تمويل عاجل.
وقال تشارلي ياكسلي، المتحدث باسم المفوضية في إفادة عبر الإنترنت: «نحن بصدد الوصول إلى نقطة انهيار محتمل في برامجنا، حيث قد يتعين وقف الكثير من برامجنا خاصة برامجنا للمساعدة النقدية لليمنيين النازحين داخلياً إذا لم نحصل على تمويل إضافي قريباً». وأضاف: «نحن نشهد عدداً متزايداً من الأسر التي تلجأ إلى آليات تكيف ضارة مثل الاستجداء وتشغيل الأطفال وتزويج الأطفال من أجل البقاء».
وقال إن المفوضية تقدم برامج مساعدات نقدية لنحو مليون نازح داخلياً يعتمدون على هذه المساعدات في الحصول على الغذاء والدواء والمأوى.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.