فضاء حر

رئيس من العالم الثالث في البيت الابيض

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

منذ مرحلة المعركة الاتخابية للرئيس ترامب وحتى اليوم وهو يمارس اسلوبا استفزازيا ضد معاونيه وخصومه وضد الصحافة اضافة الى ممارسات اثارة السخرية عليه ومنها حديثه بتناول ديتول -الكلور كشراب لتنظيف المعدة من الفيروسات ثم دأبه رفض استخدام الكمامات باعتباره قدوة للشعب الذي اقرت ادارته وجوب الكمامات لكل مواطن .. وزاد في الامر صراخه مع الصحفيين واتهامهم بالكذب وصولا الى تغريدته يوم امس الاول بالتهديد باغلاق منصة تويتر امام الامريكيين ..

وقبل هذا ومعه اتهامه للصين بانها سبب كورونا (حتى لوكان التهمة صحيحة الاولى به ان يقدم العلاج واللقاح وتعميم الخدمات الطبية لشعبية وجعل قضية الصين مسألة سياسية واعلامية ).

وما برحت المعارضة من الحزب الديمقراطي من توجيه اتهامات متعددة معها استدعى الامر جلسات مطولة تستهدف مساءلته واجباره على الاستقالة .. وهذا كله لم يحدث مع اي رئيس سابق خلال 46 رئيس تعاقبوا على البيت الابيض ..

ربما تهمة واحدة كانت كفيلة باستقالة الرئيس او محاكته مثل كلينتون وقبله نيكسون وغيرهما بدرجات اقل ..وللعلم كل هذه الموجة من التهديدات ضد الصحافة وخصومه داخليا والصين وروسيا انما تعكس قلقه الشديد من عدم نجاحه في الانتخابات القادمة خاصة وانه مع حلفائه في الكارتل الصناعي العسكري يرغبون في تجديد ولايته لاربع سنوات ..ولكن ما سيذكره التاريخ وما تتضمنه الصحافة ووسائط التواصل الاجتماعي ان رئيسهم لا يتصف بالسلوك الدبلوماسي المناط بمنصبه الكبير ، وتقلبه في مواقفه داخليا وخارجيا خاصة وان عدد كبيرمن معاونيه تم تغييرهم دون مبرر مقنع للراي العام ..

اظهر ترامب ان الانتخابات الامريكية لعبة يتدخل فيها الخارج الدولي والاشارة الى روسيا والصين وهذا امر يقلل كثيرا من اهمية الانتخابات الرئاسية في امريكا ومن اهمية الدولة الامريكية ومؤسساتها بتقاليدها الراسخة ..الديمقراطية الغربية تقبل المعارضة وحرية الصحافة ..هذا واضح .. لكن ..لارئيس اخر في الغرب الليبرالي له مسلك ترامب ..وحده انفرد بنزق سياسي واثارة عواصف متعددة في الداخل والخارج ..ومعه تكاد تقاليد السياسة والدبلوماسية تغيب ربما ظهرت بعض هذه الصفات قليلا مع بوش الابن واختلاقه جملة الاكاذيب التي فضحتها الصحف الامريكية قبل غيرها حول ضرب العراق واكذوبة اسلحة الدمار ..

اليوم الادارة الامريكية محل نقد من داخل اوربا ومن غيرها ومن الداخل الامريكي وخارجه . وما انسحاب ترامب من اهم الاتفاقيات الدولية الا دليل على السلوك السياسي المضطرب وغير المتوافق مع الاسرة الدولية في قضايا لا مجال للاختلاف حولها مثل مسألة البيئة والمناخ واتفاقيات عدم التسلح تعزيزا للاستقرار العالمي .. وهي اتفاقيات اقرتها الادارات الامريكية السابقه بل وفاخرت بانجازها ..

يبدو ان ازمة كورنا ومخاطرها المتزايدة في امريكا ومشكلاتها الاقتصادية المتصاعدة مع تزايد معدلات العاطلين ومن تقدموا بطلب دعم اجتماعي كلها تقلل فرص فوز ترامب في الانتخابات القادمة الا اذا تم حصوله على دعم مالي كبير لتنشيط الاقتصاد الداخلي وتحريك العجلة الاقتصادية تمكنه من استخدامها للدعاية الانتخابية . ناهيك ان السلوك الانتخابي لاتتحكم به قرارات رشيدة دائما بل يكون تحت تاثير المتغيرات السيكولوجية اللحظية التي تحركها وسائل الاعلام واثارة الخوف من قضايا غير واضحة تستهدف حشد اليمين السياسي حولها ومن ثم حول من يمثلها وهنا تكون الممارسات الشعبوية ذات حضور في الشارع الامريكي وحشد الراي العام ..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى