أهلاً بكم في الموقع الإخباري الأول في اليمن ، موقع يمنات _ yemenat.net

فضاء حر

ارشيف الذاكرة .. الحب الناقص نصفه .. بوح أول

يمنات

أحمد سيف حاشد

  • لطالما تمنيت يا هيفاء أن أكون دمعة حزن في محاجر عينيك .. مسحة حزن خفيفة على ملامحك الحالمة .. الحزن أيضا يزيد عينيك سحرا، و يضفي على تفاصيل وجهك جمالا و جاذبية .. ما أجمل أن أقاسمك حزنك و اتبارك فيه، و أتبرك به .. من هذا الذي لا حزن له..؟!
  • تمنيت أن أكون خصلة أو جديلة في مفرقك .. تطير عاليا خارج المدار .. تسافر إلى الأقاص البعيدة .. تعرج بي إلى السماء .. نستكشف مجاهيل مكتوبنا، و ما خطه في اللوح القلم، و نجيب على كل الأسئلة..
  • لازلت أذكر و أنت تفرقين جدائل شعرك صرتين، واحدة على اليمين و الثانية على اليسار، و كنتُ بين المفارق و الضفائر، مصلوبا بالسؤال: لماذا لا تطلقين سراح شعرك للريح و البحر و النسائم..؟!!
  • أبحث عنك في كل فسحة، و بعد كل درس و حصة، كالحروف الشاردة عن كلماتها، و الكلمات الباحثة عن نقاطها التائهة .. دونك الكلمات لا ملح و لا سكر، و لا في الشعر قصائد .. عندما أراك أطعم الأشياء، و أرى الألوان البهيجة .. أرى الحروف محار، و أرى الجواهر في القصيدة .. دونك أشعر بالفراغ يحيطني، و يفرقع داخلي احباطا و خيبة..
  • أنا الحروف الشاردة في الفضاءات القصية، أبحث عن نقاطي الهاربة..!! كيف لي أن أكتب القصيدة، و أنا الذي أستغرقه الفشل..؟!! لازال نصفي يبحث عن نصفه الهارب في الآماد البعيدة..؟!! كيف لانكسارات الحروف أن تستعيد العافية..؟!! و كيف للحروف الشاردة أن تصنع القصيدة في دوحة الشعر الجزيل..؟!
  • كتبت عن عينيك يا هيفاء، بجراح غائرة في الروح، وفاه فاغر يبلعني كل يوم مرتين .. حاولت أستعيد نصفي و أسترد بعضك في لواحظي، و لكن عينيك كانت عنِّي شاردة .. فإن رمتك سهامي عادت خائبة، لتصيب قلبي الذي أنفطر بحب التي لا تحبني .. من يصنع الكيمياء بين أرواح البشر..؟!
  • حاولت أن أشحذ سهامي في جحيمي الذي يصطليني .. أسنها بلواعجي و أواري التي أخبيتها .. أردت أن أقصف بصواعقي قلب الحبيب، و يا ليتني ما فعلت، فكل صواعقي عادت تفجرني بألف خيبة و صاعقة .. أنا المحب الذي أثقل الحب كاهله، و أثخنه ألف مصاب و جرح..
  • كنتِ تنامين يا هيفاء تحت جفوني كل مساء و تصبحين .. تمرين جواري خفيفة كنسمة بحر منعشة، أو إشراقة صبح جميل، ممشوقة كآية في امتشاق القوام، آسرة المشاعر كالمعجزة .. تسيرين سير الحمام، فيزجل داخلي الحب الجميل .. و إذا ألقيتي عليّ السلام، كان سلامك قنطرة تسقي روحي العاطشة، و تمدها بالأكسجين .. و عندما عني تعرضين، أشعر بهول الكارثة..
  • لطالما تمنيت أن أكون قلما و دفترا و ممحاة في حقيبتك .. أسافر فيما تكتبين دون عودة .. لوحة رسم معلقة على حائط غرفة نومك، تسافرين في تفاصيلها قبل كل غفوة .. و سادة تضعينها تحت خدك عندما تخلدين إلى النوم، و تحلقين مع الأحلام السعيدة .. قنينة عطر تشتاق لك في كل حين .. هدية ملفوفة بالضوء تبحث عنك في الدروب و الأمكنة .. شرفة يملأها وردك الفواح بالأريج .. سترتك و مناديلك و كل التفاصيل في خزانتك، إلى المرآة و ساعة الحائط و حتى أحمر الشفاه و طلاء الأظافر .. إنه الحب المتيم، و المستبد على الشوارب..
  • و لكن كان الختام غير مسك، و كان الفراق .. استهلكت روحي في عناء السفر و الزمن المسافر، و عندما أدرك اليأس اللحاق، و بات طول الانتظار دون لقاء أو مجيء أو أمل، و مسافات البين تزداد بيننا، و ختامها غير الطريق، كان السؤال: كيف لي أن أدركك..!! و مسافات البين تترامى في المدى، و مسافاتي التي قطعتها خائبة تحبو في القاع السحيق..
  • استجمع روحي المهشمة و المتطايرة كالزجاج، أحاول بيأس أشد إليّ شواردك، و لكن صوتي مهما علا لا يصل إلى أطراف مسامعك، و يتلاشى صداه في المسافات الطويلة، و بقي حولك زحام المتحلقين و ضجيجهم .. و نحسي المثابر بات يعترض كل معابري، و أنا الذي قالوا في يوم ميلادي أنني صاحب البخت السعيد..

يتبع

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى