هذا الفيتامين يتصدى لفيروس كورونا
يمنات – متابعات
خلال الأسابيع الماضية كثر الحديث عن دور لفيتامينات معينة في التصدي لفيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2” المسبب لمرض كوفيد-19، ونقدم هنا أحدث ما توصل له العلماء.
البداية مع فيتامين سي، إذ تبين أنه “أقوى الفيتامينات تصديا” لفيروس كورونا حتى اللحظة، بناء على تجربة أجريت في الصين وأعطت نتائج واعدة.
وفيتامين سي (ويعرف أيضا باسم حمض الأسكوربيك) هو فيتامين يذوب في الماء، ويعمل مضادا للأكسدة، إذ يحمي الجسم من الآثار الضارة للجذور الحرة والملوثات والسموم.
وفيتامين سي ضروري للأنسجة الضامة في الجسم، ويلعب دورا مهما في تكوين العظام وشفاء الجروح والحفاظ على صحة اللثة، كما يقوم بعدد من الوظائف مثل تحويل الحمض الأميني (التربتوفان) إلى الناقل العصبي (السيروتونين).
يحتاج الجسم إلى فيتامين سي في أداء الوظائف الفسيولوجية الطبيعية، فهو يساعد في تصنيع واستقلاب العديد من المواد المهمة مثل حمض الفوليك، كما يسهل تحويل الكولسترول إلى الأحماض الصفراوية، وبالتالي يخفض مستويات الكولسترول في الدم. ثم إنه يزيد من امتصاص الحديد في القناة الهضمية.
محاربة كوفيد-19
وطورت مجموعة من الأطباء، ضمت 30 طبيبا ممن سهروا على علاج 300 مصاب بفيروس كورونا في مستشفى تشيان جياتونغ في الصين، بروتوكول العلاج اعتمادا على فيتامين سي، وهو ما ثبت فيما بعد نجاعته في رفع فرص العلاج من الفيروس، وبالتالي تخفيض نسبة الوفيات، وفقا لتقرير نشرته دويتشه فيله.
وأوضح الأطباء الصينيون في تقرير حول الدراسة أنهم حقنوا المرضى بفيتامين سي على شكل مادة سائلة مركزة، سواء ظهرت عليهم أعراض طفيفة أو قوية بعد إصابتهم بفيروس كورونا.
ووفق النتائج السريرية، فإن حقن فيتامين سي سائلا كانت له نتائج واعدة، حسبما يوضح الدكتور ريشارد شينغ أحد أعضاء الفريق المعالج، وفق ما نقل عنه موقع “هايلبراكسك” الألماني.
ولأنه لا يمكن للعامة الحصول على حقنة فيتامين سي لكونها لا تستخدم إلا في التجارب الطبية أو في المستشفيات، ينصح هؤلاء الأطباء الناس بالاعتماد عما يوجد لديهم من مخزون طبيعي من هذا الفيتامين للحصول على جرعة يومية لا بأس بها.
أين يوجد؟
من الفواكه التي تحتوي على نسب عالية من فيتامين سي: الأناناس والبرتقال والليمون والجريب فروت (الليمون الهندي). أما بروكولي والكرنب فهما يتصدران باقي أنواع الخضار بأعلى نسب من فيتامين سي.
كما يوجد الفيتامين في اليوسفي والجوافة والكيوي والفراولة والمانجو والتفاح والطماطم والقرنبيط والفلفل الحلو الأحمر.
ولأن فيتامين سي سرعان ما ينقضي مفعوله بفعل الحرارة، يفضل عدم الإكثار في طبخ الخضار إلا في دقائق معدودات، كما ينصح بتناول الليمون عصيرا عوض شربه في الشاي أو سخنا مع العسل كما هو شائع عند الإصابة بنزلات البرد.
ووفقا للجمعية الألمانية للتغذية، فإن الجرعة اليومية من فيتامين سي تتراوح بين 95 و110 مليغرامات، مشيرة إلى أنه من الأفضل إمداد الجسم بهذه الكمية على نحو طبيعي من خلال الأغذية الغنية بالفيتامين.
وأشارت الجمعية إلى أن فيتامين سي يندرج ضمن مضادات الأكسدة، لذا فهو يعمل على تقوية جهاز المناعة، كما أنه يتميز بأهمية كبيرة لصحة العظام والأسنان والبشرة والأوعية الدموية وأيض الطاقة وامتصاص الحديد والجهاز العصبي.
ويمكن الاستدلال على نقص فيتامين سي من خلال بعض الأعراض مثل كثرة الإصابة بالعدوى ونزيف اللثة ونزيف الأنف وقصر النفس والشعور العام بالإعياء.
ولا يجوز تناول مكملات فيتامين سي إلا تحت إشراف الطبيب، لأن تناول الفيتامين بجرعة زائدة عن الحد له آثار جانبية تتمثل في مشاكل الجهاز الهضمي كالإسهال والانتفاخ والغثيان، إلى جانب حصوات الكلى.
فيتامين دي
أما فيتامين دي، فقد تناقل البعض أنه قد يساعد في مكافحة فيروس كورونا، ولكن وفقا لتقرير منشور في موقع “بي بي سي” لا يوجد دليل على أنه يقلل من خطر الإصابة بكورونا.
لكن بالمقابل يعتقد الخبراء أنه قد تكون له فوائد خلال وباء كورونا، إذ ستحسن مكملات فيتامين دي من صحة الأشخاص الذين يعانون من نقص فيه.
واقترح بعض الباحثين أن نقص فيتامين دي قد يكون مرتبطا بمضاعفات أكثر إذا أصيب شخص ما بفيروس كورونا.
ويقول البروفيسور جون رودس، أستاذ الطب الفخري في المملكة المتحدة، إن فيتامين دي له تأثيرات مضادة للالتهابات، وهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أنه قد يضعف الاستجابة المناعية (المضرة) للجسم ضد الفيروسات، وهذا قد يفيد مرضى فيروس كورونا الذين يعانون من مرض شديد، إذ قد تؤدي الاستجابة الالتهابية الشديدة أو ما تسمى “عاصفة السيتوكين” (cytokine storm) إلى حدوث تلف في الرئة.
وفي عاصفة السيتوكين تحدث استجابة مناعية خطيرة، حيث يتم إنتاج الخلايا المناعية بشكل مفرط وتدخل إلى الرئتين، مما يقود إلى تدهور في الجسم يشبه تسمم الدم. يرافق هذا تراجع في القدرة على التنفس والتهاب رئوي، مما قد يقود في النهاية إلى الموت.
ولكن البروفيسور يؤكد على الحاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف ذلك.
وفيتامين دي مهم للعظام والأسنان والعضلات، ويمكن أن يؤدي نقصه إلى مرض الكساح عند الأطفال، وحالة ضعف عظمية مماثلة تسمى تلين العظام عند البالغين.
الحد الموصى به
وعموما يوصى بالحصول على أربعمئة وحدة دولية من فيتامين دي يوميا بالنسبة للبالغين والأطفال الذين تزيد أعمارهم على سنة واحدة. وقد يوصي الطبيب بمأخوذ أكبر لدى بعض الأشخاص أو الذين يعانون من نقصه.
وتشير بعض الدراسات إلى أن تجنب نقص فيتامين دي قد يساعد على مواجهة نزلات البرد والإنفلونزا الشائعة، ولكن لا يوجد اتفاق على ما إذا كان فيتامين دي قد يعزز جهاز المناعة.
وفيتامين دي ينتج في الجسم نتيجة التعرض لأشعة الشمس، كما يمكن الحصول عليه من الأسماك الدهنية كالسلمون وسمكة السيف والماكريل، بالإضافة إلى سمك التونة والسردين الذي يوجد به فيتامين دي بمعدلات أقل. ويمكن أيضا الحصول على الفيتامين في صفار البيض وكبد البقر والأطعمة المدعمة كالحبوب والحليب.
كما يمكن الحصول على فيتامين دي في شكل مكملات غذائية، لكن ذلك يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب فقط.
ختاما نؤكد أن تناول فيتامين سي أو دي ليس وسيلة للحماية من كورونا، وإنما الوسيلة هي إجراءات التباعد الاجتماعي، والنظافة العامة، واتباع الإرشادات الصحية التي تصدرها وزارة الصحة في بلدك.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.