فضاء حر

العلم هو مرتكز بناء الدولة وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

الخروج من نفق الازمات يتطلب بديل سياسي بواجهة وطنية برموزها وشخوصها وبرنامجها لان من هم في دوائر صنع القرار حاليا لايمكن ان يكونوا حلا ولا جزء منه لانهم صانعوا الفوضى والعبث السياسي السائد وعلاقاتهم الخارجية محملة بديون لاتخص الوطن ولا الشعب وهنا نحتاج الى مثقف ملتزم بقضايا الوطن والمجتمع والتنوير لا مثقف مدجن يبرر سلوك قياداته الجاهلة في السياسة والفاشلة دون انجازات حتى داخل احزابها ..

ومن ثم فالمثقف المطلوب ليس ساحرا ولا صانع معجزات ولاكرامات بل هو منتج للعلم (منهجا ونظريات) يعمم الثقافة العلمية وينشرها ليتشكل معها وعي فردي وجمعي يكون بداية الخروج من جملة الاوهام السياسية التي يحاول البعض تأسيسها ..

العلم هو مرتكز بناء الدولة وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية .. فلا يمكن بناء دولة دون سياسات وبرامج لاتستند الى العلم ، وان تكون مخرجات العلم ومضمونه تؤسس لمسارات مستقبلية متوسطة وبعيدة المدى ..

وما نعيشه حاليا وفق الجائحة كورونا يؤكد ما نذهب اليه .. لان منطق العلم من المشافي والكوادار والمعدات اللازمة للتصدي لهذه الجائحة غير متوفرة وثقافة المجتمع تزيد الافراد خوفا وعدم الالتزام باساليب الوقاية ..لان النظم السياسية والحكومات لم تكن لتهتم بهذا الامر فدمرت التعليم وقلصت موازنات المشافي ماليا لان همها الرئيس كان الجباية ونهب العقارات ونشر الخرافات ..

ولهذا الامر تكون الدولة الحديثة عنوان للتجديد واعادة بناء هوية المجتمع بتجاوز الهويات الفرعية لانها هويات قاتلة للمجتمع في وحدته ونسيجه واستقراره وهو امر كتبنا عنه غيرة مرة في السنوات الماضية .

في هذا السياق تكون حاجاتنا الى نخبة سياسية وطنية تعزز من برامج التنمية والاستقرار لكل الشعب دونما ممارسات تمييزية وتعزز من الثقافة السياسية الحديثة عبر نظام تعليمي يرسخ من الولاء للوطن ونظامه الجمهوري ..فهذا الاخير يعكس صفة الشعب باعتباره صانع السلطة. نحتاج الى سياسي وحزبي ومثقف بشرط ان يكون ولائهم للوطن ووعيهم متشبع بالحداثة والعقلانية والمواطنة والمساواة ..

واذا كان السياسي والحزبي ذو طبيعة انتهازية في ممارساتهم ،، فالمثقف يجب ان يكون العين الناقدة للسياسي والحزبي والموجهة للمجتمع نحو مسار التحديث وتعزيز الانتماء للوطن وجمهوريته ، المثقف الذي يفكر بالمستقبل ويبنى اسسه من اللحظة الراهنة وفق منطلقات علمية ووطنية …!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى