فضاء حر

ابتزاز العالقين في القاهرة

يمنات

عبده العبدلي

يعاني اليمنيون العالقون في القاهرة الذين ذهبوا للعلاج مآس جمة بسبب جائحة كورونا التي اجبرتهم على المكوث شهورا هناك حيث تحولوا إلى متسولين بعد ان استنفذوا مالديهم من مصاريف.

وما إن بدأت بشائر فتح المطار لترحيلهم حتى بدأ مكتب الخطوط الجوية اليمنية في القاهرة يمارس ضدهم ابتزازا غير مسبوق وذلك بفرض مبالغ خيالية بلغت 200 إلى 600 دولار على سعر التذكرة غير مكترث بمعاناتهم خلال فترة إقامتهم الإجبارية نتيجة وباء كورونا الذي اجتاح العالم.

لقد تجاوز مكتب اليمنية في القاهرة أعلى درجات الوقاحة والانحطاط وأصبح اليمنيون يبحثون عن دولتهم وعزتهم وكرامتهم داخل وخارج وطنهم المكلوم وتحولوا إلى ضحايا تتقاذفهم حكومات متعددة في صنعاء وعدن ومأرب واصبحوا يندبون حظهم أنهم ينتمون إلى بلد اسمه (اليمن) ذلك البلد الذي لازمه البؤس والشقاء وكتب على جبين أبنائه جيلا بعد جيل.

عن أي حكمة يتحدث اليمنيون وقد تحولت بلدهم إلى أطلال بسبب الحرب التي انهكت البلد والشعب واصبح اليمني يعاني ويلاتها ويدفع فاتورتها من ماله وصحته وعزته وكرامته المهدورة فيما الانتهازيون يرقصون على معاناته ويمعنون في إذلاله دون هوادة.

عن أي عزة يحكي اليمنيون وأبناء سبأ وحمير وقحطان وغيرهم يتعرضون لابشع عملية ابتزاز من إخوتهم وأبناء جلدتهم في القاهرة مستغلين بلاء الحرب والشتات والتشظي ووباء كورونا الذي زاد الطين بلة.

عن أي كرامة يتحدث اليمنيون ومئات العالقين من اليمنيين وأسرهم في القاهرة اصبحوا تحت رحمة واستغلال وابتزاز مكتب اليمنية هناك فيما جميع الدول سيرت رحلات لعالقيها في القاهرة وغيرها من دول العالم ووفرت لهم سبل السلامة والراحة والماكل والمشرب ولم تتركهم يعانون ظروف الجائحة عبر سفاراتهم في تلك البلدان فيما سفارة اليمن بالقاهرة لم تقدم للعالقين اليمنيين شيئا ولم تسارع إلى إنقاذهم من شبح مكتب اليمنية بالقاهرة.

العالقون في القاهرة يطلبون تدخلا سريعا لانقاذهم من الابتزاز الذي يمارسه مكتب الخطوط اليمنية في القاهرة ويعولون كثيرا على البيوت التجارية المتواجدون هناك وعلى راسهم بيت هائل سعيد أنعم الذين عهدناهم في مثل هكذا مواقف وكذلك الأخ فهد العريقي الذي بذل جهودا جبارة في مساعدة العالقين ونتمنى أن يواصل مشواره في رفع الظلم عنهم رحمة بضحايا وقعوا فريسة بين أنياب مصاصي الدماء .. ولن ينسى التاريخ لمكتب الخطوط اليمنية هذا الاستغلال القذر وهذه النقطة الأشد قتامة وسوداوية في تاريخها.

زر الذهاب إلى الأعلى