عن الكتابة
يمنات
محمد اللوزي
الكتابة نبع يظل متدفقا. وهي صمت الوجع، وألفة القلب، وتعبير عما يداهمنا من جغرافيا بشرية، شجن، وتعب، وأمل، وألم، وكثير من الأماني والأحلام. وهي سر الله في الإنسان، وآيات الدخول إلى القلب، وفتوحات نتوقها، ونجوبها، ونفرح بها، ونتأمل فحواها، كأنها الخليط فينا من كل هذا المتعرج، والمكدود، والسهل، والبسيط.
هكذا هي تأملات على جدار الزمن، وخربشات ذاكرة كماهي عناوين حب، وتاريخ نستنطقه لنرى (الهم) في الـ(نحن)..
هذه الكتابة مسئولة عن ارتدادنا إلى ذواتنا احتجاجا، و عما فينا من عوالم سخية، و نزق يكاد ينفطر، وشيء من الهش. وهي القصيدة والحرف الخجول، كما هي المعلن من الصراخ في وجه الهوان والظلم. لذلك تبقى شاهدا نأتي إليه حين نرغب أن نرانا..
و الكتابة أفق بمعاني متعددة، بحر، وبر، وشجر، و سلام، وما ينبض في الجوانح، ويريد الهجعة في الحلم، أو ينتفض على ما فيه مما فيه..
والكتابة معنى سخيا، تبعث فينا لحظات تعجب، وقد تصل إلى غرور .. للكاتب أن يثق في غروره، حين يأتي إلى الكتابة، ليكون داريا بالمعنى، ومتلبسا بالمفاجيء، ومحنكا في الإشتقاق..
الكلمة تحية، وشجن، ودموع، ونزيف داخلي، وضحك يتعالى، وأسرار تحتوى ومكاشفات تبان، وهي مدارج الصوفي إلى معانيه التي تأويه من كل قبض قد يجده أو يحاول أن يجذبه إلى الخلف.
الكتابة منازلة لماهو ديكتاتور، أو أخرس، أو مشين، لذلك تحتج، تقاوم، ترفض، تنتمي، تعلن، تتهجد، تومي ،تنتصر، وتهزم لتبداء ثانية على الدوام..
الكتابة تبقى قادما لا يكف عن مشاغلة المحترف بها، من أدركته مهنة الجنون، والفوضى، والتناغم حد الوجع، الكتابة نحن…
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.