من الشباك
يمنات
أروى عثمان
“في بيوتنا المتلاصقة لا نشعر بالخوف” غاستون باشلار، جماليات المكان
في الجائحات أيً كانت: أوبئة أم حروب .. تصبح شرفاتنا و نوافذنا أكثر أمانًا، الوَنَس بيننا: الناس و الطبيعة.
شهور الكورونا و الحجر، جعلت للبيت مفهوماً جديداً، مغايراً لما كان، معه تغير معنى الشباك و الشرفة، ما أن ترى شرفة أو نافذة مضاءة، و فيها سُكنى حتى تحس بأنك موجود، حتى معنى الوجود تغير مع كورونا، و أنك لست وحدك، يصبح الإنسان، الشجر، الحجر، العصافير، الحيوانات و مواء القطط و نباح الكلاب: أصدقاء .. في أي صوت أو حركة منهم، يضعون خطًا تحت “أنا موجود” و تحت هذه الجملة أضع عشرة خطوط، بل مليون خط و خط و بكل الألوان: أنا موجود و هذا الفضاء صديقي.
ثمان صور – أو بالأحرى حكايات – ما بين الشرفة و النافذة .. قبل كورونا كانت بعض الصور عادية و تعززت بقوة لتصير و تُصيّر علاقة إنسانية و تأملاً أثناء الحجر الصحي/ الاجتماعي.
سببان جعلاني أتعلق بالشرفة و النافذة:
الأول: النافذة التي أطل منها كثيراً هي نافذة المطبخ قبالة “الطباخة”، و ما أكثر مشاهد الحياة اليومية، تتلقفك و أنت تعد القهوة و تطبخ الأكل و ينطبخ معهما الملل و الوحشة أيضاً.
الثاني: كان لتعطل المصعد – لأكثر من عام – أثره في تقييد حركتنا، فجعل أكثر الأوقات نافذتي إلى الشارع هي: النافذة، و الشرفة.
بدأتُ كتابة هذه اليوميات/ الحكايات من وهلة إعلان الحجر الصحي بتونس 21 مارس 2020، ثم بداية امتحان الباكلوريا 8/7/2020، و حتى الانتهاء منها 15/7/2020 .. ستعرفون لماذا اتخذت هنا تاريخ بدء و انتهاء امتحانات الباكلوريا لأختتم بهما الحكايات، ليس فقط ما يمثله قيمة التعليم لدى التونسيين كضرورة الضرورات، بل لأني سأرى صديقتي، طالبة كل الفصول التي غابت عنا “برشا”، فإليها مبتدأ الحكاية و أهديها “جُملة” هذا النص.
المصدر: البوابة اليمنية للصحافة الانسانية – أنسم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.