المطر
يمنات
محمد اللوزي
المطر قطراته قبل حنونة ،تنقط على نافذة الروح، خير عميم ،استفتاح حياة، ميلاد فرح مسكوب من سحاب لنا لنتأمل ونفرح ونحدثنا حبا .المطر شوق الأرض إلى السماء ،تفتح أزهار، وكتابة بالماء على جدارية الحياة .
أهازيج جميلة، ورقص على الأرض، وشهقة سماء.المطر هطول سخي على القلب، وخير عميم، ووقع خاص في الزمن يتنزل حبا ويطربنا صوته فننعم بالراحة، ونتذكر، ونحب، ونقبل علينا بأشواق السماء وقبلاتها على الأرض …
المطر تفتح براري ،ووفرة زهر، واخضرار لايحد. تنمو معه الروح وتطمئن إليه االشجر والبشر والأنعام . يجعل كل شيء حي. يخصب الارض (يخرج الليلك من الأرض البوار) نعمة الله علينا وآياته المنزلات على بلد ميت فربى وأهتز، ونراه عناقيدا، وغصونا، وفوح شذى، ونسيم، وعرار له نكهة الروح وشجن عمر .
المطر غيث عميم، لتنمو الآيات الحسان، كأنه يشرحنا، ويهذبنا ويسوقنا الى أمل وعطاء وكرم غدق .المطر موسيقى تلتحم بالأرض والإنسان فتنبت المختلف الوانه، وتؤتي الأرض أكلها وتتزين به وتتزخرف . هو انشودة (السياب )الجميلة، وقصيدة العشاق، ومعنى الرغد، ورسم الروح لروحها . هو البرعم الذي يأتي غدا، وهو الندى، الطل، السلام ،الوارف، الودق .
المطر تنزيل من رب العالمين على العالمين ليريهم آياته ونواظره وما يجعل الشوق شوقا .هو الطفولة ،البرائة ،الحب ،وهو نحن في تجلياتنا ورؤانا ،له طعم الماء، ولون الماء، وهو الماء في الجوانح والمخفي في الأرض والجدول المنساب ..
المطر تنويعات القلب على مرافيء الحياة ،ودخول في الفرح ، وسكينة تبقى فينا مادام مدرارا .المطر سيل أو دية، ووديان، ووفرة زرع وما يسر الناظرين .للمطر جغرافيا وتضاريس خاصة. حين يهطل كأنها قلوبنا تتراقص وأملنا يزداد تهذيبا وأرواحنا تتلاقى .للمطر عافيته ورونقه وخضرته وسخاء السماء.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.