كفانا قتلا لشعبنا و تدميرا لبلدنا
يمنات
صالح هبرة
الصراع الدائر بين الأطراف المتصارعة في اليمن هو أساساً صراع على السلطة و النفوذ.
طرف يقدم نفسه أنه الأولى و الأحق؛ لشرعيته الدولية.
و طرف يقدم نفسه أنه الأولى و الأحق لشرعيته الإلهية.
أما الشعب فقد أصبح ضحية حروب الشرعيتين، يدفع ثمنها من دمائه.
إن سلم من هذا الطرف لم يسلم من الآخر.
هذا التنافس يتم تحت يافطة مصلحة الشعب و رفع الوصاية عنه مردداً كل طرف: “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا”. بينما نجدهما يمارسان بحق الشعب أسوأ التصرفات و يغمطانه كافة حقوقه، و يمارسان عليه أشد الوصاية.
و هكذا على مدى ست سنوات لم يروِ ظمأهم أنهار الدماء التي سفكت، و لم يشف غليل حقدهم و جشعهم على السلطة ما يقارب من مائتي ألف ممن قد سقطوا من الجانبين و أضعافهم جرحى، إذ لا يزال كل طرف يواصل تحشيد الناس و استنهاضهم للالتحاق بجبهات القتال لدفع العدوان، أو بالأصح دفع من ينافسه على السلطة و النفوذ التي هي وراء كل بلية.
ألم تكن هذه الدول – التي تقف اليوم إلى جانب هادي – وقفت بالأمس إلى جانبنا في حرب الجمهورية و الملكية فما هو الفرق بين الموقفين..؟!
و لا يعني ذلك أنني لست ضد العدوان و التدخلات في بلدنا، بل العكس أنا ضده تحت أي مسمى و ممن كان، و قد دفعنا ثمنه باهضا، و لكنني ضد الانتهاز و التوظيف لبعض القضايا لخدمة أهداف خاصة، خصوصا إذا كان ثمنها حياة مئات الآلاف من أبناء الشعب.
إنني أدعو قادة أطراف الصراع إلى إيقاف الحرب و حقن دماء أبناء شعبنا. و أقول لهم كفانا قتلا لشعبنا و تدميرا لبلدنا. فإن كنتم تعيشون وفرة الحياة و ملذات العيش، فإن ذلك قد يكون على حساب دماء شعب يبحث عن لقمة عيشه و ما يسد رمقه. لنوقف الحرب و لنقبل بالشراكة مع بعضنا البعض في ظل دولة مدنية عادلة لا دولة مذهب تمثل بؤرة صراع يكفي لأكثر من خمسمائة عام، كما أشار إلى ذلك الدكتور الشهيد أحمد شرف الدين رحمه الله.
من حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.