اعدام الطبيب الجبزي في تعز .. جريمة ارهابية اعادت السكين إلى الواجهة وبيان شرطة المحافظة وضعها في قفص الاتهام
يمنات – خاص
أثار اعدام طبيب في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، استهجان واسع على منصات التواصل الاجتماعي، بعد نشر عدد من الصور التي توثق طريقة اعدامه.
الصور المتداولة لإعدام الطبيب أصيل عبد الحكيم الجبزي، تكشف أنه لم يعدم بالرصاص و انما ذبح على طريقة تنظيم “داعش” الارهابي.
من الصور المتداولة يتضح أنه تم العثور على جثة أصيل الجبزي و هو ملقي على الأرض و الدماء تنزف من رقبته و الجزء السفلي من ذقنه، ما يعني انه ذبح من رقبته بسكين أو آلة حادة، طالت أيضا الجزء السفلي من ذقنه. فضلا عن تعرض بعض أصابعه للقطع.
أصيل الجبزي هو نجل العقيد عبد الحكيم الجبزي رئيس عمليات اللواء 35 مدرع، و هو طبيب و ليس عسكريا، و تم اختطافه الجمعة الماضي 21 أغسطس/آب 2020، بعد محاصرة منزل والده في منطقة الجبزية بمديرية المعافر.
رواية اللواء 35 مدرع
و يقول بيان صادر عن قيادة اللواء 35 مدرع، يوم السبت، فقد قطعت لسان الجبزي و اصابع يديه و تعرض وجهه للتشويه و مثل بجثته التي رميت إلى أحد مصارف المياه في قرية الحار بعزلة الجبزية مديرية المعافر، بعد يوم من اختطافه من منزل والده و نقله إلى جهة مجهولة و تعذيبه بشكل بشع.
و يؤكد البيان أن مصادر مقربة من أسرة أصيل الجبزي، أكدت أن من سماهم بـ”العصابات المسلحة” قامت الخميس الماضي بنصب نقطة تفتيش جوار منزل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع العقيد عبد الحكيم الجبزي، و بدأت بمضايقة سكان المنزل، ما تسبب في دخولهم بمشادات مع أسرة العقيد الجبزي، و هو ما دفع به إلى مغادرة مكتبه في قيادة اللواء بمدينة العين مركز مديرية المواسط و العودة الى قريته لمعرفة حقيقة ما يجرى.
و يشير البيان إلى أنه و فور علم تلك العصابات بوجود الجبزي هاجمت المنزل بمختلف أنواع الأسلحة و حاصرته و اشتبكت مع حراسة العقيد الجبزي، ما أسفر عن مقتل احد المهاجمين و أحد الحراس.
و يؤكد البيان أن العصابات استمرت في تطويق المنزل و حصاره، ثم اقتحمته يوم الجمعة و اختطفت أصيل الجبزي، الذي يعمل طبيبا، و اثنين من أقاربه و نقلوهم إلى جهة مجهولة.
و يفيد البلاغ أنه حسب اتصال أحد المختطفين من أقارب “أصيل” مع أسرته أخبرهم أنهم اسرى لدى مسلحين يتبعون القيادي في اللواء 22 ميكا، وهيب الهوري. مشيرا إلى أن المتصل أكد لأسرته أن الخاطفين يعذبون “أصيل” و قد بتروا له أحدى أصابع يده.
و لفت البيان إلى أن العقيد عبد الحكيم الجبزي قام بالتواصل مع قيادة محور تعز و أطلعهم بالمعلومات التي وصلته عن حالة نجله الحرجة، فأكدوا له أنه موجود و هو بالحفظ و الصون. مشيرا إلى أن قيادة المحور قالت للجبزي: “بيننا و بينك عيش و ملح و لن يحصل لأبنك أي مكروه”. مؤكدا أن الجميع تفاجئوا صباح السبت بجثة الطبيب أصيل مذبوحة و مرمية في السائلة و عليها آثار تعذيب وحشية.
رواية شرطة تعز
من جانبها اتهمت شرطة محافظة تعز، العقيد عبد الحكيم الجبزي رئيس عمليات اللواء 35 مدرع، باستحداث نقطة مسلحة، قالت انها اثارت استياء شعبي واسع في المنطقة و مطالبات بإزالتها.
و لفتت في بيان لها صدر عصر الجمعة، إنه عقب المطالبات الشعبية بإزالة النقطة المستحدثة احتج من نعتتهم بـ”مجموعة” من سكان المنطقة، ما تسبب في مقتل أحد المواطنين و إصابة آخر.
و نوه البيان إلى أنه في الوقت الذي تحركت فيه قوات الشرطة العسكرية لإلقاء القبض على هذه العناصر المسلحة تدخل العميد عبد الرحمن الشمساني قائد اللواء ٣٥ مدرع، محاولا تهدئة الموقف و تعهد بتسليم الجناة الذين أقدموا على قتل المواطن، غير أنه لم يحدث ذلك.
و أوضح البيان أن وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي وجه صباح الجمعة بتحريك حملة أمنية من قوات الشرطة العسكرية لفتح خط تعز – التربة، بعد أن قامت من نعتها البيان بـ”المجاميع المسلحة الخارجة عن النظام و القانون” بقطع الخط أمام المسافرين.
و أشار البيان إلى أنه و فور وصول الحملة الأمنية اندلعت اشتباكات عنيفة مع من وصفهم بـ”العناصر المسلحة” و قوات الشرطة العسكرية.
و لم يشر البيان إلى اختطاف نجل الجبزي، غير أنه اعترف بأن الحملة التي وجهت إلى المنطقة تمت بتوجيهات من وكيل أول محافظة تعز، عبد القوي المخلافي، الذي يعد الرجل الأول في السلطة المحلية، و واحد من أصحاب القرار في سلطة الأمر في محافظة تعز، التابعة لتجمع الاصلاح “اخوان اليمن”.
و يرى مراقبون أن سلطة تجمع الإصلاح هي من تتحمل مسئولية اعدام الجبزي بهذه الصورة البشعة، كونها هي من ارسلت حملة أمنية للمنطقة، فكيف حدثت هذه الجريمة البشعة في ظل وجود حملة أمنية.
و تعيد هذه الجريمة إلى الأذهان ما حصل من عمليات تمثيل بالجثث في شوارع مدينة تعز عقب سيطرة المقاومة التي كان يتزعمها تجمع الاصلاح على مدينة تعز، و التي ترتقي إلى جرائم ضد الانسانية، مثلها كجريمة اعدام الطبيب الجبزي.
و جاءت حادثة اعدام الطبيب الجبزي بعد أقل اسبوع من اعدام عناصر تنظيم القاعدة طبيب الأسنان، مظهر اليوسفي، في مديرية الصومة بالبيضاء و صلبه على جدار المركز الصحي الذي كان يعمل فيه، بتهمة وصفتها أسرته بأنه ملفقة، هدفها تبرير الجريمة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.