فضاء حر

التحالف الاستراتيجي بين الكيان الصهيوني والإمارات

يمنات

قادري أحمد حيدر

“يوم إعلان اتفاق التطبيع مع الإمارات يوم عظيم في حياة اسرائيل”.

التوقيع: بنيامين نتنياهو

ما تم إعلانه من اتفاق بين الكيان الصهيوني ودولة الإمارات ليس تطبيعاً سياسياً كما يفسره البعض، بل هو تتويج لعمل استخباراتي أمني عسكري بين الطرفين، أو بتعبير دقيق هو إعلان عن تحالف سياسي استراتيجي/ وتكتيكي معاً، وسنوضح في الختام/ الخلاصة، لماذا هو كذلك تحالف استراتيجي وتكتيكي. ذلك أن التطبيع الأمني أولاً، والسياسي، فيما بينهما قد تم في السر منذ عقدين من الزمن ومن تحت طاولة الدولة، وخارج دائرة الإعلام العلني والرسمي، وصارت اليوم السرية لا تمثل حاجة ولا ضرورة بالنسبة للكيان الصهيوني، والعلنية هو ما يخدم اسرائيل أكثر.

إن الاتفاق فيما بين الكيان الصهيوني والإمارات يأتي في سياق تحالف استراتيجي، وعلى طريق هندسة دور محتمل يتم ترتيبه والإعداد له لتكون الإمارات في صدارته وقائدة له في المنطقة العربية وفي افريقيا،وحيثما كانت الحاجة إلى ذلك، بعد غياب الدور التقليدي التاريخي لمصر من بعد كامب ديفيد، وتراجع الدور السعودي التقليدي، نتيجة مشاكلها الداخلية .. دور وظيفي للإمارات في خدمة المشروع الصهيو/ أمريكي، في مرحلة يتصاعد فيها دور اليمين العنصري في أمريكا، وبعض بلدان أوروبا، دور هو في تقديري أكبر من كونه يخدم الأهداف السياسية التكتيكية (الانتخابية)، لترامب، ونتنياهو في تعزيز فرص حصولهما على قيادة الدولة في بلديهما.

إن ما حصل هو تحالف، لأن التطبيع يأتي ويكون بين بلدين متجاورين حدودين، أو بلدين دخلا في صراعات سياسية وحروب عسكرية ضد بعضهما البعض، ولدت حالة من المقاطعة والقطيعة فيما بينهما. فإسرائيل اشتبكت مع دول عربية في حروب من 1948م إلى 1956م، 1967م، إلى 1973م، اقتطعت بالحرب أراض لدول منها: سوريا، ، مصر، الأردن، لبنان، وقبلهم جميعاً استمرار الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية.

وهنا من الصعب عودة العلاقات بينهم إلا من خلال عودة الأرض لأصحابها، والكيان الصهيوني حتى اللحظة ما يزال يقضم الأرض الفلسطينية ما بعد 1967م ويعلن صراحة حقه في ضم الضفة الغربية، وغور الأردن إلى أراضيه، فضلاً عن المستوطنات الفلسطينية، وآخرها ضم القدس وجعلها عاصمة لدولة اسرائيل، ناهيك عن استمرار احتلاله للجولان السوري، ومزراع شبعة في لبنان.

فعن أي تطبيع يتحدث البعض بين الكيان الصهيوني ودولة الإمارات، التي لم تدخل حرباً مع إسرائيل وليس بينهما حدود تستدعي عمل اتفاق عدم اعتداء وسلام فيما بينهما؟

إن الجماهير العربية من أقصاها إلى أقصاها ما تزال ترى في اتفاق كامب ديفيد خيانة قومية، وكل الدول العربية في حينه قاطعت نظام السادات، وتشكلت جبهة رسمية وشعبية عربية واسعة ضد ذلك الاتفاق، رغم إدعاءات السادات أنه كان يضع مصالح مصر فوق الجميع!! ولأن 99% من أوراق الحل بيد أمريكا، كما كان يرى، وأن أمريكا هي المفتاح لأي حل سياسي مع اسرائيل. واليوم تأكد لجميع الشعوب العربية، بما فيه القيادة الفلسطينية، أن اتفاق أوسلو 1994م هو اتفاق خيانة ، يؤكد ما يحصل على الأرض الفلسطينية سقوطه تحت ضربات القضم والتهويد للأرض من قبل الكيان الصهيوني الذي يرفض أوسلو، ناهيك عن رفضه جميع الاتفاقات والقرارات الدولية لحل القضية الفلسطينية، وهي القرارات والاتفاقات التي اعترف بها الكيان الصهيوني ووقع عليها، وبعضها هي من اعطت الشرعية لميلاد دولة الكيان الصهيوني نفسه: قرار التقسيم 1947م.

إن الحديث عن التطبيع بين الكيان الصهيوني، والإمارات ليست سوى نكته ثقيلة على النفس، بل هي كذبة كبرى وخدعة سياسية لتمرير صناعة وهندسة دور وظيفي أكبر وأقذر لدولة الإمارات عبر أولاد زايد في كل المنطقة،وبداية غيث تحالف رسم الخرائط بالدم والنار،هي المناورة العسكرية/الامنية بينهما إنطلاقا من الارض اليمنية/سقطرى لتلغيم الحدود والسواحل اليمنية بالوجود الاسرائيلي.

إن إسرائيل ليست بحاجة للتطبيع مع الإمارات إلا من هذا الباب ومن هذه الزاوية ومن هذا الدور الوظيفي المحتمل للإمارات لتقوم به نيابة عن “أسياد العالم” بتنفيذ ما هو مطلوب منها على المستوى الاستراتيجي/ الأمني بدرجة أساسية.

إن محمد بن زائد المتحكم بأمر دولة الإمارات بغطاء أمريكي/ إسرائيل، يتوهم أن الدور والمكانة والقوة مصدرها التبعية لأبشع دول الاستعمار الأمبريالي/ الاستيطاني، في صورة اليمين الصهيو/ أمريكي، والذي به يستقوي محمد بن زايد على اليمنيين في بلادهم. وليس غريباً أن أول ما سارعت الأمارات بإقامته في اليمن/ سقطرى هو بناء شبكة اتصالات إماراتية حديثة،(تقول مرحبا بكم في دولة الامارات)، وربط البلاد (سقطرى) وغيرها بها، كما ليس مصادفة أن من أوائل الاتفاقات لمحمد بن زايد مع الكيان الصهيوني، هو اتفاق شبكة الاتصالات، وما يسمى “أبحاث الكورونا العلمية”.

كان التآمر من خلال التطبيع الساداتي على تهميش دور مصر الوطني والتحرري، وإلغاء دورها القومي المناصر لإرادة الشعوب العربية، وهو ما كان، وبعدها التآمر على العراق، وتحويله إلى دويلات مذهبية/ طائفية، تحكمها ميليشيات مسلحة مرتهنة للخارج، (أمريكا/اسرائيل/ إيران /تركيا)، واليوم الدور كما يبدو على اليمن. ودور الإمارات في هذا الاتجاه قديم من خلال حصولهم على اتفاق مع نظام علي عبدالله صالح بتجميد ميناء عدن، والنشاط الاقتصادي والتجاري لكل جنوب الوطن، بعد تجميد الموانئ، وشل حركة المطارات، ووقف عملية التنمية الاقتصادية، ومنع اليمنيين من تطوير استثماراتهم النفطية بعد وضعها جميعاً خارج دائرة النشاط الاقتصادي/ التنموي. والبداية كانت في صناعة أذرع ميليشوية عسكرية خاصة بها وملحقة بها، وممولة من قبلها: “أحزمة أمنية”، “نخب عسكرية قبلية”: شبوانية، حضرمية، أبينية ..ألخ. هي عبارة عن جيوش قبلية قروية(تذكرنا بالحالة الانجلو/سلاطينية، جيوش تأتمر بأمرها (الامارات)، وتقوم بالنيابة عنها بما يخدم ويحقق مصالحها، جيوش لا علاقة لها بالدولة ولا صلة لها بمسمى الجيش الوطني، وإنما فقط لشل وأرباك الحياة السياسية ، ومنع الاستقرار السياسي في البلاد. ويمتد هذا المشروع اليوم إلى العديد من محافظات الجمهورية، تعز، الحديدة (طارق عفاش)، وهلم جراء ..، لقد استنفد محمد بن زايد رصيد والده الوطني والقومي العروبي في جنون أوهامه بدور محوري له ولدولة الإمارات(ابوظبي)، عبره، ويتوهم أنه سيتمكن بالغطاء الخارجي، والتحالف الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني من فرض سيطرته على أجزاء واسعه من اليمن: عدن ، لحج، أبين، حضرموت ، سقطرى.. واليوم هو يتمدد إلى أرياف تعز، وسواحل تعز، والحديدة ، ضمن مشروع تقسيمي تفكيكي لليمن، بل ولكل المنطقة، ولا يدرك أن دويلته الصغيرة التي عدد السكان من الجنسيات الأجنبية فيها أكثر من تسع ملايين، مقابل ستمائة ألف مواطن إماراتي، وفي تقدير آخر أقل من ذلك بكثير دويلته هذه ستكون هي الأسرع إلى ذلك التمزيق والتفكيك من الأرض اليمنية العصية على الغزاة: من الأحباش إلى الفرس، إلى العثمانيين، إلى البريطانيين، وحتى التحالف الاحتلالي/ السعودي، والاماراتي.

يوماً عن يوم يتأكد لنا تحول دولة الإمارات إلى دولة وظيفية في المنطقة تقوم بما يعجز ويخجل عن القيام به الأسياد في الخارج.

إن محمد بن زايد يعيش على ما تبقى من سمعة والده طيب الله ثراه .. يعبث مثل الأطفال بالتاريخ الطيب الذي تركه لهم والدهم في قلوب العرب، واليمنيين خاصة، وهو من كان يردد أن أصوله يمنية ، ويعبث بالتاريخ العطر ليستبدله بالعار والشنار، فدور الإمارات من بعد زايد سيء حيثما تواجدت: من سوريا ، إلى ليبيا، إلى اليمن، إلى الصومال وغيرها من الدول الافريقية.

إن مباردة السلام العربية التي تقدم بها الملك عبدالله 2020م/ بيروت وهي أضعف الحلقات في سلسلة المبادرات، تؤكد على “السلام مقابل الأرض”، ولم تفرط بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، ومع قيام حل الدولتين، وأن السلام يكون بعد عودة الأرض العربية المحتلة للعربـ، وليس فقط عودة الأرض الفلسطينية، وهي مع حق العودة. والآن جاء التحالف الاستراتيجي الصهيوني/ الإماراتي ليلغي المبادرة العربية، وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، بل وحتى الموقف الأوروبي الذي يصر على رفض ضم الاستيطان وضد ضم القدس ومع حل الدولتين. وجاء إعلام محمد بن زايد في أسوا نماذجه تعبيراً عن نهب الحق الفلسطيني ليقول لنا كذبة كبيرة وهي أن أتفاقه أو تحالفه مع الكيان الصهيوني جاء ليجمد الاستيطان ورفض احتلال أراضي الضفة الغربية، وهو كذب صريح نفاه مباشرة قادة الكيان الصهيوني فهذا وزير مالية الكيان الصهيوني/ اسرائيل كايتس يعلن أن خطة “فرض السيادة قد تم تجميدها قبل “مبادرة السلام” مع دولة الإمارات وليس بسسببها” وترامب نفسه يقول” إن اسرائيل غير ملزمة باي انسحاب الآن أو في المستقبل من أي أرض”، وهو ما يعني أن محمد بن زايد ضرب بالمبادرة العربية، وبالقرارات الدولية ، وقرارات مجلس الأمن عرض الحائط، وذهب ليقدم هدية سياسية مجانية لإسرائيل، هدية سياسية تعادل الخيانة القومية. أنها في تقديري في شروطها السياسية والواقعية، التاريخية الراهنة أسوأ من كامب ديفيد، ومن أوسلو التي اسقطها الكيان الصهيوني بالاغتيالات وبالسجون وبالاستيطان، وبإلغاء ونقض كل الاتفاقات الدولية والعربية/ الفلسطينية. فعلى ماذا يراهن محمد بن زايد؟ إن خطوته لا تفسير ولا تبرير لها سوى أنها لشرعنة الاحتلال الصهيوني لممارسة المزيد من الإنتهاكات بحق وحقوق الشعب العربي الفلسطيني، ودفع أنظمة تابعة مماثلة للسير حذوه واستهتار بالإرادة العربية الشعبية الرافضة للتطبيع وللاحتلال.

هو اتفاق جاء ملبياً للمصالح الأمريكية والاسرائيلية وضداً على المصالح القومية العربية، هو سلام القوة من طرف واحد، جاء ليلغي شعار “الأرض مقابل السلام” ليستبدله بشعار “السلام مقابل السلام” الذي يعلنه ويحلم به التيار العنصري الصهيوني في اسرائيل.

إن “جهاد” الإمارات لتحويل جنوب اليمن إلى قاعدة استراتيجية لمصالحه العابرة لا يمكن قراءته وفهمه إلا في سياق توحده وارتباطه بالمشروع الصهيو/ أمريكي حيث يحاول محمد بن زايد أن يجعل من وجوده العسكري والأمني، قاعدة ينفذ ويحقق فيها مصالح الغرب الاستعماري،واسرائيل، وهو ما يوضحه ويعلنه احتلاله لمدن يمنية تاريخية، أو على الأقل محاولته وضعها تحت الحماية والوصاية: عدن ، لحج، بعض مناطق أبين ، شبوة وحتى بعض المناطق في حضرموت التي يحاول أن يؤسس له فيها وجود عسكري/ميليشيات. إن كل التدخل العسكري والأمني الفج والفاضح للإمارات في جنوب البلاد لا يفهم الا في سياق حرمان اليمنيين من بناء دولة وطنية، ودعم الميليشيات المسلحة في كل اليمن شمالاً وجنوباً، ولإدخال اسرائيل –لاحقاً – طرفا في أي صراعات داخلية في بلادنا، وفي كل المنطقة العربية، تحت ذرائع مكافحة الإرهاب والأصولية الدينية (الأخوان المسلمين)، مع أن جزءاً من قوته الميليشوية تنتمي للأصولية السلفية الدينية “الجهادية” التكفيرية، وهي حاضرة في قمة قيادة “المجلس الانتقالي الجنوبي”.

إن نائب رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي”/ هاني بن بريك لا يخجل من الترحيب العلني بالاتفاق الاسرائيلي/ الإماراتي، في الوقت الذي تدمر جرافات الكيان الصهيوني مساكن الفلسطينين فوق رؤوس ساكنيها، بل هو يعلن أنه سيصلي في القدس، ونقول له مقدما إنها صلاة باطلة لا تجوز شرعاً، وديناً، لأنها تحت حماية المحتل الصهيوني للقدس، وللمسجد الأقصى،وسيقذف بالاحذية قبل أن يصل إلى عتبة القدس،والاقصى الشريف.

إن موقف نائب رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” هو يقع في أدنى درك السقوط الوطني والقومي والاخلاقي، قبل السياسي.. ألم يقل هاني بن بريك السلفي / “الجهادي” التكفيري “إنه يعتزم زيارة إسرائيل فقط حين يتم توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل” مضيفاً في تغريدة له على “تويتر”: “إذا فتحت زيارة الجنوبيين إلى تل أبيب، سأزور اليهود الجنوبيين في بيوتهم” وهو أيضاً الذي قال: في 26 يونيو 2020م “إن “المجلس الانتقالي” الجنوبي مع أي دولة تدعم استقلال الجنوب، وإن كانت اسرائيل .. مخاطبا الاسرائيليين/ اليهود بــِ”أولاد عمومتنا وهم جزء من العالم والبشرية”.

إن اليمن جنوباً وشمالاً أكبر من كل أوهام الاحتلالات.

لقد أكدت الشعوب العربية أنها رافضة للتطبيع، ناهيك عن التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل. فحتى اليوم، لم نجد إسرائيلياً يستطيع الحركة في أرض مصر، أو الأردن إلا وهو مدجج بحراسة أمنية مشددة، على الرغم من مرور أكثر من اربع عقود توقيع معاهدة كامب ديفيد. فالشارع العربي المصري والأردني يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإلى اليوم لا تستطيع أن ترى علما اسرائيليا مرفوعا فوق أي مبنى اسرائيلي ، عدى السفارة الاسرائيلية في مصر وبشكل موارب.

باختصار: إن الاتفاق التحالفي بين الكيان الصهيوني والإمارات هو مقدمة سياسية عملية لإعلان فاتحة حروب أهلية جديدة تغطي وجه كل المنطقة العربية، وعلى قادة الحراك الجنوبي السلمي بما فيهم القادة السياسيين ذوي المنشأ الوطني والقومي التحرري الديمقراطي أن يتداركوا هذه المخاطر والانزلاقات الكارثية إلى مستنقع الانحطاط الذي يجرهم إليه البعض لتشويه روح وصورة القضية الجنوبية.

إن القضية الجنوبية، قضية وطنية عادلة، ولا يمكن أن تقوم وتتأسس على انقاض تدمير أعظم وأنبل قضية عادلة وإنسانية في التاريخ العالمي الحديث والمعاصر كله، وهي القضية الفلسطينية.

إن الحراك الجنوبي السلمي بجميع قواه وتياراته السياسية والاجتماعية، كان وما يزال يحمل نبض وروح قضية عادلة، سياسياً ووطنياً ، بدءاً ممن يقولون بإعادة صياغة مشروع الدولة اليمنية بصورة اتحادية جديدة، وصولاً لمن يقولون بخيار تقرير المصير واستعادة الدولة، كلها مطالب سياسية وطنية عادلة ومشروعة ما دامت تحت سقف العمل السياسي، وبعيداً عن الارتهان للمشاريع الاقليمية الخارجية، لأن الفيصل في ذلك هو إرادة الناس الحرة في تحديد خياراتها السياسية كما هي تريد دون تدخل خارجي، ودون فرض وصاية على إرادة الناس من أي طرف كان.

من غير الممكن أن نصل إلى غايات سياسية نبيلة يجمع عليها أغلبية الناس/ الشعب بوسائل وبأدوات قبيحة، وقيادة الإمارات على رأس أدوات القبح الحاضرة اليوم في بلادنا، من الجنوب إلى الشمال، بل وفي كل المنطقة العربية من سوريا إلى لبنان إلى ليبيا وحتى الصومال.

صفوة القول

ليست خاطرة صحفية اختيارنا للعنوان. فالعنوان يختزل متن المقالة كلها.
إن ما حصل وما سيحصل بين الكيان الصهيوني والإمارت، هو تحالف استراتيجي ولكن على المستوى الاستخباراتي/ الأمني، للتخديم على المشروع الصهيو/ أمريكي.

لقد جلبت اسرائيل لنفسها أعداءً كثر، وهي مقتنعة استراتيجيا بما تقوم به ولذلك هي منبوذة ومعزولة عالمياً، وعلى ذات الطريق يريد أولاد زايد جر الإمارات، متجاهلين الفارق النوعي والسياسي والتاريخي (المكانة) بين الطرفين.

تحالف الفيل، والنملة.

إن حلفاء الكيان الصهيوني الاستراتيجيين منذ نشأته لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة: اللوبي الصهيوني العالمي، بريطانيا، أمريكا (بعد الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم)، فرنسا من خمسينيات القرن الماضي وامتداد ذلك حتى اليوم .. وبعدها تأتي تحالفاتها مع وعبر أجهزة استخباراتها (الموساد/ وأجهزة الأمن القومي الصهيوني، وغيرهم) وهو ما يتم التر تيب له في هذه المرحلة مع الإمارات.

إن الكيان الصهيو / اسرائيلي لا يثق إلا بنفسه، وبعدها بمسافات كبيرة ببعض دول الغرب وعلى رأسهم من ذكرنا.

وقد تمحورت مقالتنا المختصرة إلى الإشارة العابر ة إلى ذلك.

يكفي القول إن التوضيحات السياسية المعبرة عن روح الكيان الصهيوني، والمجسدة لطبيعته التاريخية/ والاستراتيجية، جاءت على لسان القادة الصهاينة الكبار، وقبل أن يجف حبر الإعلان عن الاتفاق، والذي تمثل من أن الاتفاق جمد الضم، أو التوسع في الضم، والاستمرار فيه، لأن قادة الكيان الصهيوني وحدهم، ومعهم محمد بن زايد، يعرفون الأهداف والأبعاد الاستخبارية / الأمنية للاتفاق، (منع أي اصلاح أو تغيير في المنطقة/ومن هنا وقوفهم السياسي والعلني ضد انتفاضات الشعوب العربية في كل مكان).

إن مساحة السياسة في الاتفاق/التحالف، تكاد تكون منعدمة إلا بمقدار ما يخدم الأمني، السياسي.

لذلك سارع قادة الكيان الصهيوني لوضع الاتفاق/ التحالف الاستخباراتي/الامني في سياقه الموضوعي المتفق عليه، ومن أن الاتفاق لا يخدم القضية الفلسطينية، بل المصالح الاستراتيجية للمشروع الصهيو/ أمريكي.
فهل يعي ويدرك قادة “المجلس الانتقالي الجنوبي” إلى أين هم ذاهبون؟! بعد أن تحولت المدينة عدن إلى مدينة أشباح، وصار فيها كل شيء مستباح من الدم، إلى الأرض وحتى المعالم الأثرية التاريخية يجري السطو عليها ، حيث النهب الممتهج هو القانون الأعظم الذي ينتظم حياة المجتمع والناس، بعد أن استبدلت سلطة الدولة، بدويلات الميليشيات التي صارت تغطي وجه المدينة وكل البلاد.

وفي الأخير ألا يتساءل كل مواطن عربي: وأين مكان وموقف النظام السعودي العملي والمصلحي من هذا الاتفاق؟.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى