التغيير الاداري في عدن .. طموح للبناء أم تدوير للوجوه..؟
يمنات
وليد ناصر الماس
في التعليق المقتضب لمحافظ العاصمة عدن أحمد لملس، حول واقعة تغييره لمدراء عموم مديريات المحافظة عقب توليه هذا المنصب، نلحظ من خلال هذا التعليق العديد من الدلالات والتناقضات، وذلك ما يدعونا للتوقف عنده بالمزيد من التساؤلات.
الكلام هنا لم يأت من مواطن عادي بسيط الثقافة والتفكير، حتى لا يُعطى الاهتمام، بل جاء من أول مسئول في أهم محافظة في الجنوب، ويتمتع بدراية قيادية وخبرة عملية سابقة، ويعي ما يقوله جيدا.
في بداية تدوينته توجه المحافظ بشكره للمدراء السابقين، مقدرا ما بُذل من قبل إداراتهم من جهود فيما مضى، وفي هذا تأكيد بالغ الدلالة واعتراف صريح العبارة على إن هناك نجاحات قد حدثت وإنجازات قد تحققت أثناء قيادتهم لتلك المديريات، وهو ما يتنافى كليا مع الوقائع على الأرض، حيث تزامنت تلك الإدارة مع إخفاقات واضحة في مجالات عدة، كما شهدت معظم مديريات العاصمة في تلك الفترة انهيارا غير مسبوق في مختلف المصالح والخدمات، وتراجع حاد ومؤسف في المستوى المعيشي للمواطن.
وعلى ذات الصعيد حث المحافظ المعينين الجدد، للسير على نفس خطى سلفهم السابقين، وذلك في حد ذاته يعد اعترافا ضمنيا من المحافظ وشهادة بعدم فشل أولئك، الأمر الذي يقودنا مجددا للتساؤل عن السبب الحقيقي الذي يقبع خلف ذلك التغيير طالما لم يُسجل هنالك أي فشل، غير إن الجواب سيأتي في عجالة ليومي إلى إن التغيير كان مدفوعا بعوامل وأبعاد سياسية بحتة، فرضتها عملية المحاصصة في إدارة سلطات البلد التي تمخض عنها اتفاق الرياض، وهذا في حد ذاته تصرف لا يمت بصلة للواقعية والسواء، وقد لا يفضي في واقع أمره لتحقيق النتائج المرجوة من عملية التغيير نفسها مستقبلا.
نتمنى إن ترتكز عمليات التغيير والتعيين في العاصمة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية، على عمل مخطط وأسس وطنية ومعايير سليمة وموضوعية، وبما يسهم في تحريك ملفات الحياة المعيشة للمواطن على هذه الأرض، والنهوض بالخدمات الضرورية، بعيدا عن متطلبات السباق المحموم على الكرسي، والصراعات غير البناءة، التي لن تصب سوى في تدمير البلد وإنهاك حياة الإنسان ومضاعفة أوجاعه.
والله على ما نقول شهيد.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.