فضاء حر

من يحتجز هذا .. هو من يعرقل عمل هذا..؟

يمنات

صلاح السقلدي

عدم تمكين مدير أمن عدن الجديد  العميد الحامدي من مباشرة مهامه  خطأً، ومنع مدير الأمن السابق من العودة الى عدن خطيئة، خطيئة ولدت هذا الخطأ.

فتمكين الأول (الحامدي) من مهامه مرتبطا بعملية التسليم والاستلام، وليس اعتراضا على التعيين – كما يؤكد مرارا المدير السابق شلال- .. عملية تسليم واستلام مثلما يحدث في مثل هذه الحالات.

قد يكون المدير السابق شلال يتذرع بذلك ليفلت من الاحتجاز وليتمكن من العودة، ولكن يظل لديه حقا ومنطق في هذا الأمر، فتسلم الحامدي مهامه من غير استلام وتسليم سيفتح مجالا للنهب  والاختلاسات قد تُــحسب على سلفه.

فلو كان لدى الجهات التي تعيب على شلال حِرصا لها على مضي الأمور بسلاسة بحسب ما هو مخططا لها – ونعني هنا السعودية والحكومة  اليمنية التابعة  لها – لسمحت له بالعودة، وستتجلى الأمور بعد ذلك تماما, خصوصا وأنه يؤكد مرارا مباركته لتعيين المدير الجديد الحامدي الذي أتى أصلاً وفق تفاهمات سياسية انخرط فيها الانتقالي الجنوبي وأيدها بقوة وليس استهدافا للمدير السابق المحسوب على الانتقالي، مما يعني أن التخوف من أن عودة شلال ستعرقل التعيين والتسليم لا مبررا لها بالمطلق. علماً أن الحامدي هو واحدا من الكوادر الأمنية المتمكّــنة وله باع طويل بالمجال الأمني، وخالٍ من كولسترول الحزبية، ولا خلاف لديه مع القضية الجنوبية بل هو من ضحايا وضع ما بعد غزو الجنوب عام 94م وظل في ركن التهميش سنوات.

إذن فاستمرار احتجاز قيادات جنوبية أمنية وسياسية في السعودية والإمارات يعرقل أمور كثيرة سواء على مستوى الترتيبات السياسية أو الخدمية أو الأمني، كما أنه أمر مشين ومخزٍ  وإهانة بالغة لهم ولنا جميعا خصوصا للصامتين حيال هذا الأمر المعيب، كما أن هذا الاحتجاز يشير الى مدى قوة التنسيق والتوافق بجُــل الأمور بين السعودية والإمارات والى أنهما متفقان تماما تجاهنا بالجنوب الى حد كبير،, – وإلّا ماذا يعني احتجاز كثير من الجنوبيين ومنهم مدير الأمن السابق وغيره من القيادات الأمنية والسياسية في الإمارات ولا نقول فقط في السعودية..؟- وأن الخلاف بينهما يظل بأمور أخرى، من بينها موضوع الدعم السعودي المفرط لحزب الاصلاح، علاوة على خلافهما على اقتسام الكعكة الكبيرة على  المصالح على الأرض وعلى تنازع النفوذ والهيمنة على القرار السياسي واحتواء القوى المحلية سواء في الشمال أو بالجنوب.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى