فضاء حر

ردوا إليّ ردائي

يمنات

موفق السلمي

ذقت المرارات كلها، واجهت جُلّها بمفردي، بارزت أكثرها بسيفي، تلذذت ببعضها، صنعت نورا من دياجيرها، حوّلتها منحا بعد إن كانت محن، وما كان لي ذلك كذلك لولا لطف ربي وعون أمي.

و لأن مصائبي تكبر بكبر سني، فبلية بي قد نزلت، خارت لها القوى، وتاهت في غياهبها الفِكْر، ألتفتُ يمنة ويسرة بحثا عن نصير أو قريب يطبطب على ظهري فلا أجد، أنوح كثكلى فُجعت بفراق زوجها، أنحب كرضيع أُريد له الفصال ولم يبلغ سن الفطام، لي يقولون: أذنبت. ولا ذنب لي، أعترف بالذنب قسرا، فلم يغفر..!.

حبيبٌ عاشرته ثمانِ حجج، وما نهرني يوما ولا نهرته، أحبني بجنون، كذلك أحببته، اختلطت أرواحنا، امتزجت معا، أصبحت شيئا واحدا، صرنا مجرى المثل في قريتنا، حين يتحدث عن الحبّ، يتحدث عنا.

في العاشر من مايو من كل عام، نحتفل، نبتهج، نرقص، نغني، ليس لشيء، إلا لأننا في يوم كهذا اجتمعنا.

لم يدر في خلدي آنًا فقد هذا الحبيب، حسبت أني سأنزل القبر معه إن مات قبلي، قبل ثلاثين يوما خرجت به في فسحة، ولم أعد به، عدت منفردا من دونه، عدت ولا روح لي، عدت مستسلما للموت، وما أظنه إلا قد حضر..!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى