سلموا أمر البلد لامرأة يمانية
يمنات
صالح هبرة
الحرب الدائرة في بلدنا ليست نزهة – كما يصورها البعض – أو عرض بطولات حتى تتباها الأطراف بأيّها أكثر مقابراً؛ إنها حرب تحصد أرواح الآلاف من اليمنيين، وتيتم أطفالهم، وترمل نساءهم، وتقضي على الأخضر واليابس، وتدمر وطن، وتقضي على مستقبل شعبٍ وأجيال، فلا يكاد يخلو بيت من بيوت اليمنيين لم يعلن فيه عن عزاء بفقدان خيرة رجاله؛ بل بعض البيوت أقفلت وأصبحت بفضل هذه الحرب تفتقد من يعولها .. والشعب يزف كل يوم قافلة من الشهداء أو اثنتين ويتوعد بتقديم المزيد، لكنه لا يعلم ماذا يريد ولا ما هو الهدف الذي يسعى لتحقيقه من وراء هذه الحروب اللعينة!
صحيح أن الهدف المعلن هو: تحرير الأرض والعرض، لكنني هنا أريد أن أسأل: هل كان هناك تواجد لأي دولة على أرضنا قبل أن قمتم بإشعال هذه الحرب يا قادة الصراع..؟؟ أم أنكم من جاء بهم..!! كل طرف منكم ارتمى في أحضان جهة ليستقوي بها على خصمه، ثم جئتم تنادون بتحرير البلد من الغزاة والقرار من التبعية.
ومن أتى بهم سواكم..؟؟! لماذا لا تبدؤون بتحرير أنفسكم أولاً، وتعتذرون للشعب من الويلات التي جلبتموها له، وتعترفون بأخطائكم، وأنه لو لا أنتم ما وقع شيء مما هو حاصل الآن..!! لا تجلبوا لنا من يطأ أرضنا ويدنس عرضنا ولا تحررونا منهم كما قال ال sيد نص ر الله: (لا تدمروا مقدساتنا ولا تعيدوا بناءها). ولا ترهنوا قرارنا ولا تعملوا على انتزاعه… أنتم.. أنتم.. أنتم من جلب للشعب كل البلاء وليس غيركم.
اتركوا الشعب وشأنه وهو سيتفق مع نفسه ومع من حوله وسيدبر أمره ويصلح وضعه وارحلوا عنه بفسادكم وحقدكم وأنانيتكم وطمعكم وجشعكم، فلا خير فيكم، فشلتم وعليكم أن تعترفوا بفشلكم. ولم نرَى منكم إلا الحروب المستعرة، وكأنها ما كان ينقص شعبنا، وزرعتم الثّارات والأحقاد، وقسّمتم البلد، ومزقتم نسيجها الاجتماعي شر ممزق.
فلا أنتم من بنى دولة وأتى بنظام جديد مهما كان -ونحن قابلون به أيًا كان- ولا أنتم من استحضر هيكل النظام السابق وأدخل التعديلات عليه بما يتطابق مع قناعاتكم؛ ولا أنتم من فسح المجال لغيركم وقبلتم أن تكونوا جزءا من هذ الشعب، ترضون بما رضي به، فلا أنتم من رحم ولا أنتم من فتح المجال لمن يرحم..!! إنما تقومون بتسيير الواقع في الجنوب أو الشمال أشبه “شيء بحركة طالبان” دولتان ورئيسان وسلطتان قضائيتان وحكومتان ومجلسي نواب… إلخ.
ونحاول أن نقنع الشعب بدولة لم نقتنع بها نحن لازال شعارنا “الثورة مستمرة “، ولازال الشعب هو الآخر يبحث في الأروقة عن دولة؛ لأنه لم يلحظ أي وجود لها في واقع حياته؛ لذا أقترح بعد هذا الفشل الذريع والسقوط المروع أن نفسح المجال خلال هذه الفترة ونسلم الدور لامرأة يمانية لتحكمنا فقد سلّمها أجدادنا من قبل وكانوا أكثر منا قوة وأشد بأسًا، أقل شيء ستسلمنا الحروب والعنتريات.
من حائط الكاتب على الفيسبوك