ماهو مطلوب من القوى المتصارعة
يمنات
محمد اللوزي
من قال ان هادي شرعية..! ماهذا الاستغفال الكبير لثلاثين مليونا..؟ ومن قال ان لدينا مجلس نواب شرعي..؟ لماذا نصر على الكذب ليستمر الانهيار..؟ لم تعد هناك شرعية لأحد، وليس من حق أحد من هؤلاء التحدث باسم اليمن وهم من أدخلوها جحيم المعاناة، وفرضوا أجندة غير الاجندة الوطنية لصالح التحالف الذي شق الصف الوطني، ولعب على المفارقات بين القوى المجتمعية وأحدث فيها تصدعات ليصل الى طموحاته اللعينة في النيل من السيادة الوطنية وقضم الأرض(المهرة ) نموذجا، وتفكيك النسيج الاجتماعي وملشنة الحياة وعسكرتها خارج مؤسسات الدولة واحتلال المنافذالبرية والبحرية والجوية وشراء الذمم من الأعلى حتى الأدنى، وخلق اتباع يبررون للقتل والدمار، وانشاء السجون والتعذيب والتشريد لأي معارضة ترفض احتلال الوطن باسم الشرعية التي انهزمت أمام المغرى المالي.
لقد تأكد لكل ذي متابع منصف ان التحالف ليس سوى عدوان واحتلال وفوضى وإرهاب، وصار على كل ذي ضمير حي ان يرفض هذا التدخل الجهنمي السافر في الحياة اليمنية، وعلى القوى الوطنية أن تلملم نفسها وتوحد صفها وتخلق مناخات لحوار وطني شامل ودولة مدنية التعايش فيها مكفول للجميع.
إن سنوات طوال من الحرب قد كشفت لنا من هم الاعداء الحقيقيون للوطن اليمني، وأن المملكة العربية السعودية ومعها الامارات قد ارتكبت من الجرائم فيما يخص الحقوق والحريات مايجعلها مدانة على مستوى الكرة الأرضية فيما لو تخلى العملاء عن عمالاتهم كشهود زور لصالحها، وتنازلوا من أجل اليمن.
وبالمقابل فان على سلطة الأمر الواقع أن تكف عن مصادرة الحقوق والحريات والاستئثار بالوظائف والمال العام، وان يثبتوا على الواقع أنهم يقبلوا بالتعايش والتعدد دونما مراوغة وادعاء فالواقع بين هناك تهميش واقصاء وفساد، هذا إذاكانوا جادين في إيجاد حلول عبر حوار يمني يمني دونما، استناد الى استعراض العضلات والقوة التي ترهب الآخر وتجعله يبحث عن داعم ومساند له وإن كان عدوا.
إن الانتصار على العدوان يكمن في العمل البناء من أجل دولة يمنية مدنية تتمتع بصلاحيات كاملة وفق الدستور والقانون والعودة الجمعية الى طاولة حوار يعلي مصلحة الوطن على كل مصلحة اخرى.
بدون هذا فإن الدمار والدماء والإرهاب والحصار الاقتصادي والتخلف بكافة صوره هو الذي سيطال اليمن، وتستفيد منه قوى العدوان التي لاترغب في إيجاد سلام حقيقي في اليمن وتتخذ من التناقضات مجالا لهزيمة المستقبل والسيطرة على مقدرات البلاد وابقاء النفوذ السعودي بشراء الذمم وخلق عمالات ومرتهنين.
ان الحرب التي طالت بين الفرقاء تثبت بقوة ان الحل يكمن في عدم تدخل دول العدوان، وان يكف المنظرون من المأجورين عن تبريراتهم للعدوان في حربه على بلادنا، وان يكونون في مستوى المسئولية الاخلاقية أولا في رفض الحرب الأهلية والدعوة الى مصالحة شاملة أساسها الثقة والإيمان بالوطن يستظل تحت رايته الجميع، وأن يقلع كل عن شيطنة الآخر وجعل مركوبه هو الآمن وماعداه غرق وموت.
يكفينا ماحل بنا بفعل حماقات سار فيها الجميع، وفساد الرأي والاستئثار بالقول الفصل وتوظيف الديني من أحل الدنيوي، والارتماء في احضان الغير خارج الحدود.