ارشيف الذاكرة .. هيئة تحرير وتوزيع صحيفة “المجانين”
يمنات
أحمد سيف حاشد
“القبيطة” صحيفة المجانين هكذا صار اسمها لدى كثير من المعجبين بها، ثم أنتقل هذا الاسم لصحيفة “المستقلة” التي كانت امتدادا لمدرسة صحيفة القبيطة .. حوارات المجانين هي في الأصل حوارات شعبية ابتدأها عبد الملك الحاج مع “القمعري”، ثم انتقلتُ بها إلى حوارات مع من لازالوا يعيشون جنونهم، و من شفوا منه، و من لازالوا مقبلين عليه، و من إليهم من المكدودين و المسحوقين و المتعبين المثقلين بالضياع و التعب و الهم اليومي الكديد .. ثم انتقلت مهمة تغطية تلك الصفحة في بعض الأعداد إلى الأخ أمين راجح الذي كان يرسلها إلينا من “تعز”..
ربما هؤلاء المجانين ألهمونا و ألهمناهم، و أبدعنا و مارسنا الجنون و التمرد معا .. كانت تلك الحوارات من أهم الحوارات التي تحظي بمتابعة و شعبية ليس فقط بين الأوساط الشعبية، بل و أيضا في أوساط المثقفين، و أزعم أننا اخترقنا بعض المهتمين حتى في أوساط النخبة السياسية .. لقد لعبت تلك الصفحة دورا في تسويق الصحيفة و انتشار و اتساع متابعيها و زيادة شعبيتها..
كان كل عضو من أعضاء هيئة التحرير مُسند إليه تحرير صفحة أو عدة صفحات إعدادا و إخراجا .. كل محرر يبذل جهودا دؤوبة في أن يقدم أفضل ما لديه .. الصفحة المالية كان يحررها المسؤول المالي ياسين عبده صالح المعهود بالتحري و الدقة في التفاصيل المالية .. ينشر بشفافية عالية التبرعات و الاشتراكات و كل الموارد التي تصل للجمعية و النشرة و مصروفاتها .. صفحة أكسبتنا كثير من الثقة لدى الناس متبرعين و أعضاء و متابعين..
ياسين القباطي رسام وكاريكاتير الصحيفة، و منير الحكيمي و محمد العزب طباعة و تنفيذ إخراج، فيما آخرين كانوا يعدّون بعض اللقاءات و الحوارات و الاستطلاعات و المقالات من المحافظات و المناطق الموجودين فيها .. كما استحدثنا لبعض الوقت صفحتين باللغة الإنجليزية و صفحة للأطفال و زاوية للبيئة و نافذة قانونية..
عبد الملك الحاج كان سكرتير للتحرير و محرر زاوية ساخرة و باللهجة الشعبية اسمها “خربشات نزقة” ثم تغير اسمها لـ”المعرارة” ثم صير اسمها “المحمارة”، و كانت لها شعبيتها و متابعيها، فيما المستشار الإعلامي عبد الله عبد الإله كان يحرر أيضا الأخبار، و الأستاذ خالد ملهي يحرر المادة الثقافية، و عبده الرجاني صفحة التراث، و مانع على مانع قضايا و هموم و عارف الصغير، مراجعة لغوية، بالإضافة إلى تحرير بعض المواد المحالة إليه من رئاسة التحرير، فيما أنس دماج يحرر الصفحة الاجتماعية .. كما كنّا نفرد بين صفحة و صفحتين لمادة تأتينا محررة و جاهزة للدكتور سعيد الشيباني، و هو أهم من ذادوا و دافعوا عن الصحيفة و استمرارها في تلك السنوات الأربع..
ساعدنا لبعض الوقت أو بين الحين و الآخر كل من عبد الله غالب و حاميم هزاع و شكري مرشد و إبراهيم السروري و ناصر حربي و محفوظ سعيد ثابت و علي فضل طه .. و هناك أسماء أخرى خانتني الذاكرة في تذكرها و اعتذاري هنا لها..
كنتُ أشرف على مواد الصحيفة، و أجري بعض الحوارات و الاستطلاعات بالمشاركة مع صديقي محمد فريد سعيد، و أحرر بعض اللقطات و المواد المتعلقة بالحقوق و الحريات، و مجلس النواب .. و نتشارك أنا و عبد الملك الحاج في إخراج بعض الصفحات، لاسيما الأولى و الأخيرة دون أن يخلو تشاركنا هذا من مد و جزر، و لا يخلو في أحايين أخرى من مناقرة الديوك، و حالما تخرج الصحيفة يعود الوئام إلى طبيعته و ينتهي ما حدث بولادة العدد..
كما تشاركتُ مع نجيب محمد عبد الرب في إعداد الصفحة الطبية التي كانت تتحدث عن كثير من القضايا المسكوت عنها، أو التي لا يتجاسر الناس بالسؤال حولها، بسبب الحياء و العيب و ثقافة المجتمع .. كما كنت أساعد محمد فريد في تحرير صفحة الاستراحة و مهام أخرى كمتابعة التوزيع و التحصيل مع رئيس الجمعية و المسؤول المالي و مساعده منصور غالب.
كان لدينا مراسلين و موزعين في فروع الجمعية في المحافظات و المديرية و فروع الاتصال في بعض المحافظات التي لم تؤسس فروع لها بعد .. و كانت أهم المحافظات الأكثر نفاذا و توزيعا للصحيفة صنعاء و تعز و الحديدة و عدن، و كانت المديرية و ما جاورها يتم بذل اهتمام خاص في توزيع الصحيفة تصل في بعضها إلى المدارس و القرى البعيدة..
كانت هناك عدد مئات النسخ من الصحيفة توزع للمعلنين و رجال المال و الأعمال و الوجهات الاجتماعية و الوزارات و المؤسسات و المصالح الحكومية و بعض السفارات يتكفل بتوزيعها في صنعاء ردمان النماري و نجيب محمد عبد الرب، بالإضافة إلى متابعتهما لقيمة الإعلانات في صنعاء، و في تعز محمد فريد، و في عدن صالح ناجي حربي و صالح فريد حاشد..
***
يتبع..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.