فضاء حر

حرب اليمن .. هل ينهي “بايدن” أكبر كارثة إنسانية في العالم..؟

يمنات

محمد بلعجم

لم تنقطع التحليلات والتكهنات عما سيكون عليه الحال بعد إعلان خسارة الرئيس الجمهوري “دونالد ترامب”، وفوز المرشح الديمقراطي “جوبايدن” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حول السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا المنطقة ومن بينها حرب اليمن المتسببة في أكبر كارثة إنسانية في العالم، وأثار إعلان فوز المرشح الديمقراطي “جوبايدن” بالرئاسة الأمريكية، اهتمام العديد من اليمنيين، الذين عبروا عن أملهم بأن تسعى القيادة المقبلة للولايات إلى لعب دور محوري لإنهاء الحرب المشتعلة في اليمن منذ ست سنوات.

حيث شن التحالف العربي بقيادة السعودية حملة جوية في مارس 2015 ضد “الحوثيين” وذلك من اجل دعم وتثبيت حكومة الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي” المعترف بها دولياً، لكنها وبعد نحو 6 أعوام لم تحقق سوى أسوأ كارثة إنسانية عالمية، وفقاً للأمم المتحدة، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 16 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و3 ملايين يعانون من سوء تغذية حاد، كما تشير منظمة “موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث” ACLED إلى أن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء الحرب في اليمن، بينهم 12 ألف مدني إضافة إلى أن 85 ألف شخص ماتوا نتيجة المجاعة التي سببتها الحرب.

على نطاق واسع، يُنظر إلى “بايدن” في اليمن على أنه مناهض لسياسات ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” خصوصاً فيما يتصل بقرار حرب اليمن، الذي صنع ماسِ ودفع بملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة.

وجاء في بيان على صفحته الانتخابية حول برنامجه: “سنعيد تقييم علاقتنا بالمملكة (السعودية)، وننهي الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، ونتأكد من أن أمريكا لا تتنكر لقيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط”.

ويتفق برنامج “بايدن” مع الكونغرس الأمريكي، الذي يؤيد بشكل عام وقف الدعم العسكري للتحالف في اليمن وبيع الأسلحة، في ظل عدم الرغبة بانخراط أمريكي أكبر في حرب اليمن، واستمرا دعم السعودية والأمارات في هذا السياق.
ويعود ذلك لأسباب عدة؛ من بينها الضغوط والانتقادات القوية والمستمرة من منظمات حقوق إنسان أمريكية ودولية لدور واشنطن في خرق قوانين حقوق الإنسان، ومقتل المدنيين بشكل متواصل في غارات التحالف.

ومع إعلان فوز “بايدن” تصاعدت دعوات يمنية لـ “بايدن” بأن يعمل مع إدارته المقبلة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، في البلد العربي الأفقر، والذي فقد 80 مليار دولار خسائر اقتصادية جراء الحرب، وفق تقارير حكومية.

ودعا “علي محسن الأحمر” نائب الرئيس اليمني، إدارة “بايدن” المقبلة إلى العمل على تحقيق السلام في اليمن، ووقف “عبث إيران” وفق برقية تهنئة بعثها.

وتحدث “محمد علي الحوثي” عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين، عبر تويتر قائلاً إن “ردود الفعل الكثيرة على نتائج الانتخابات الأمريكية تؤكد الضرر الذي فعلته سياسة ترامب في العالم، بغض النظر عن ماذا سيقدم خلفه بايدن، رغم إفصاحه في برنامجه الانتخابي ببعض الخطوات”.

وتشير توقعات إلى أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستُفعل النشاط الدبلوماسي لإنهاء حرب اليمن، أو على الأقل السير في اتجاه تقليص عدد الضحايا المدنيين، ووقف الانتهاكات الحقوقية، وتهديد التحالف بالمحاسبة للحد من قتل المدنيين، إضافة إلى تقليص مبيعات الأسلحة إلى السعودية والإمارات.

أما السعودية فقد تعمل على مراجعة سياساتها خلال سنوات الحرب، والسير في خطط جديدة تخرج الرياض من اليمن بأقل الخسائر، أو على الأقل صنع هدنة طويلة تمهيداً لتسوية مدعومة اممياً ودولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى