مدرسة متكاملة نعجز عن وصفها
يمنات
شوقي نعمان
في حقيقة الأمر أحترم كل المثقفين و الكتاب و الأدباء و السياسيين بما في ذلك العميقين أيضا أحبهم كثيرا، العميقين الذين أغرقونا في بحر البلاهة و الغباء و التكلف.
نعم أحبهم أحيانا و أسخر منهم معظم الوقت و لكنهم في حقيقة الأمر باعثين للسخرية أكثر من أي شيء آخر..
أحترم العاهرات أيضا العاهرات اللواتي لم يسلبن حياة إنسان و لم يقتلن بشر لخدمة ذاك القائد أو ذلك المسؤول إنهن يمارسن عملهن بحثا عن ما يسد حاجتهن أيا كانت مادية أو غير ذلك لا يهمني يكفي انهن لم يؤذنِ أحد في المعمورة بغير موافقته.
لكني بالحقيقة أجد صعوبة في شعوري اتجاه المتكلفين في الكتابة و الحوار و الخطابة لا أعرف هل أنصحهم بأن التكلف يقتل الملكة الإبداعية لدى الشخص و يجعله فاقد للبساطة و العفوية التي تعتبر من أهم الصفات بالنسبة للكاتب و المثقف و الأديب..!!. حائر و أفضل الصمت إزاء كل شيء ربما هكذا أنسب من الخوض في شيء لا يعنيك.
أنا أحب الكتاب الأغبياء الذين يقاتلون من أجل ما كتبوا و يريدون الانتصار لكتاباتهم على حساب الآخرين و على كسر قلوب بدلا من جبرها و محبتها و إن كانت كتابتهم نرجسية بل و تشبه إيروسية النساء مع الاحترام لهن كثيرا.
اما بالنسبة لمن يسمون أنفسهم كتاب ومثقفين وهم لا يجيدون التعامل مع أسرهم و مجتمعهم وفق ما يتشدقوا به في وسائل التواصل العنوهم دون رحمة أسخروا منهم و من ثقافتهم و شهادتهم العليا.
انهم يشبهون صديقي الذي يتحدث كثيرا عن الدين في مواقع التواصل بالواقع يعبد بوذا.
و يطالب بتحرير المرأة فقط ليستهوي النساء إلى جعبته لممارسة الجنس أو للتخلص من الحرمان و الكبت الذين يعاني منه و هو يقتل شقيقته ضربا لأنها أحبت ابن الجيران و التقطت سلفي و نشرتها…
أما الشعراء فاني تاركهم و حالهم لست شاعرًا حتى أطرح ما يجب طرحه..
لكن كل ما أعرفه ان البعض منهم يصور و يختصر الحياة بسطر من قصيدة و البعض منهم اللهم أقبض أرواحهم إليك فانك تعرف ما يقولوا و ما قدموا من هراء و طقطقة و ضجيج.
المجانين و السكارى و المشردين فهم أقرب الناس إليّ وهم أصدقائي الذين لا يكذبون في انتمائهم و وطنيتهم و صدق شعورهم حين يشعروا و يتكلموا انهم يبكون على هيئة ابتسامة دعوهم يستعيدوا أنفسهم و طاقتهم و شغفهم و يتخلصوا من الوهم الذي ابتاعوه من الجبناء.
عن الفارغين الذين لا يجيدون الحديث عن قضايا و هموم الشعب أو حين يشعروا بنقص يقوموا في صنع عداء أو خلاف بحثا عن اختطاف أو سجن ليطلقوا على أنفسهم بعد ذلك مسميات تدعيك لترك الكتابة و البحث عن عمل مرافقا للعاهرات لأنهم أغبياء لا يدركوا طرق النضال و كيف يجب ان تحافظ على نفسك و تستمر بنضالك حتى لا تكون مشكلة لغيرك و أهلك و قضيتك.
القتلة و زعماء الحرب و عباد الدينار و خطاب الكراهية و القتل اشتموهم، سبوهم بكل المصطلحات التي تحفظونها و اللغات التي تجيدونها، لا تتركوا لهم اي مجال للمدافعة عن أنفسهم فإنهم كاذبون في كل ما يقولونه انهم يخططون في كل لحظة لقتلنا بالمجان دون رحمة انهم الطرشان الجدد في زفة الوطن المحتكر كما يقول صديقي رياض:
اخيرا كم أنا ثرثار و بلا عنوان
و أعرف ايضا ان حديثي هذا فاقد لموضوع محدد و للعنوان ايضا و لا يحلم اي رسالة تشبه المصطلح الجمبلوكسي
و لكن ما بعثني للكتابة هنا حين قرأت سرد المناضل أحمد سيف حاشد في موضوعاته المتتابعة بعنوان “بعض من تفاصيل حياتي قصته و أخواته مع والداته و مع خالته سعيدة، كنت أفكر في مدحه كثيرا لقد ابهرني في شجاعته و جرأته بما يكتب كما يبهرني في مواقفه السياسية..
رجل ولد من صلب الجحيم و من شقاوة الأرض يبحث عن الموت في سبيل كل مظلوم غير مكترث لكل المصائب التي سيخلفها في رحيله، و حقيقة أقولها بفخر لا يوجد أحد شجاع كحاشد حين يسرد وجعه و حين يزف الفاسدين إلى محرقة التاريخ إنصاف لكل مظلوم، أنه من لأشخاص الذين لا تتتغير معادنهم.
كل الذين عايرتهم في كلامي سابقا احبهم أيضا لكني أريد بان أعرض لهم بان يطلعوا كيف يجب ان يكون الكاتب و المثقف و السياسي و المناضل.
اتركوا أحمد سيف حاشد كشخص و اتركوا كل الصور الخاطئة التي رسموها الأوغاد عنه جالسوه اختلطوا معه ناقشوه في قضاياكم و همومكم.
إقرأوا له و ستعرفوا بأنه مدرسة متكاملة نعجز عن وصفها و ربما ستتغير نرجسيتكم و غروركم في ما تدعون و تكتبون.
و حين تعرفوا بساطته و تواضعه و إنسانيته ستواجهوا كل من يوجه تهمة و شتائمه على حاشد.
دعوا الكتابة هي تأتي اليكم لا تذهبوا لها بتكلف ستقتلكم و ستقتلنا أيضا بحق الجحيم توقفوا عن التكلف و المثالية المتعالية عن الواقع.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.