هل آن الأوان ليخرج الشعب من سباته..؟
يمنات
وليد ناصر الماس
في عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح عفاش كان المواطنون في بلدي يخرجون في مظاهرات عارمة، لمجرد ارتفاع طفيف في أسعار الوقود أو المواد الغذائية رغم الإجراءات والتدابير الاقتصادية التي كانت تلجأ لها الحكومة حينها للتخفيف من تداعيات وآثار تلك الزيادات السعرية (الجرعات)، بينما اليوم وبالوقت الذي يجري فيه رفع مختلف أسعار السلع والخدمات الضرورية للحياة، من خلال خفض القيمة الشرائية للعملة الوطنية، التي نعتبرها بمثابة حرب شعواء على هذا الشعب المغلوب على أمره، في محاولة قذرة لتجويعه وتركيعه وفرض المزيد من الإملاءات عليه، وتمرير مشاريع وصفقات سياسية مشبوهة لا طائل له من ورائها، دون إن تكون هنالك أي ردود غاضبة من قبله ورافضة لهذه السياسة الوقحة بحقه، بعد إن بلغت الحياة لديه مبلغا لا يطاق، بات الفقر ضاربا أطنابه والجوع يفتك فيه هنا وهناك.
هل هناك جهل استشرى مؤخرا لدى هذا الشعب الأبي، أم أن هناك من يقف حجر عثرة في وجهه مانعا له من أي تصعيد محتمل؟؟؟…
في تقديرنا يتحلى المواطن في هذه البلاد بالوعي المطلوب والضروري لرفض الممارسات الظالمة بحقه من أي نوع كانت وكائن من كان مصدرها، ولديه القدرة والاستعداد التام للخروج في مظاهرات واسعة، وقلب الطاولة على ظالميه وجلاديه، ولكن هنالك من القوى والحركات السياسية في ساحتنا المحلية من تقف بدورها في وجه أي حراك أو تصعيد شعبي حقوقي، لتعارض مصالحها السياسية الضيقة مع مصالحه العليا، وهذا يدعونا للتساؤل الطبيعي: متى تعي تلك القوى الحقائق الناصعة إن كانت حقا وطنية كما تقول، سيما في ضوء جملة التحديات والصعوبات التي بلغتها الحياة المعيشية مؤخرا؟؟؟..
وهل تعتقد تلك التيارات ذاتها أن بمقدورها اليوم تكبيل حرية المواطن وسحق إرادته وحبس أنفاسه إلى ما لا نهاية؟؟؟
في تقديري لن يطول صبر المواطن على تلك المعاناة طويلا، وعما قريب قد نشهد سيول جارفة من البشر تتدفق بعفوية مطلقة، رافضة سياسات التجويع والقهر ومشاريع القتل المتعدد، ولن تتمكن أي شعارات زائفة سياسية كانت أم جهوية من إيقافها أو احتوائها وحرف بوصلتها.