العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفّرة (235) .. عن معاناة المعلمين ونثرات حكومات الحرب

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

كل القوى و السلطات التي اعتقدت

أنها انتصرت على المجتمع

و أنها ربحت رواتب موظفيها ستخسر

(2)

حكومة مسكونة بالغربة و الارتهان و الخضوع في الرياض

و حكومة لا تحكم في صنعاء باستثناء وزير أو اثنين

(3)

إلى رعاة الحرب..

إلى أطراف الصراع و الحرب في اليمن

إلى صنّاع المجاعة و الجوع و سياسة إفقار المجتمع

إلى الذين استولوا على رواتب أكثر من مليون موظف، و تقاسموها..

إلى الأمم المتحدة و تجار الحروب و مدعوا التحضر..

إلى الضمير العالمي المعطوب..

إلى مراكز الرأسمال العالمي المتوحشة..

إلى الجميع .. نعلمكم أننا وصلنا في اليمن إلى بيع أبناءنا فلذات أكبادنا بفتات المال و بعقود و شهود..

(4)

من الميدان..

زرت قسم “أرتل”..

وجدت طفلا حدثا عمره دون الـ 14 عام اسمه وليد علي أحمد

مسجون بين الكبار

كان خجولا و مستحيا و لا يريد أن يبوح بمظلمته

سألناه عن التهمة المسندة إليه و بعد تردد و انكسار، قال: علمني شخص أسرق بطارية و قد تم إعادتها لصاحبها..

سألناه عن الفترة التي أمضاها في الحبس فأجاب أكثر من شهرين..

ذهبت إلى وكيل نيابة سنحان القاضي عبد الرقيب الذي وجدته غارقا في عمله .. وصلت إليه بعد مشقة بسبب كوم البشر أصحاب القضايا المحيطين به و الذين يملؤون مكتبه .. يتكوم الناس حوله و القضايا تتزاحم أمامه .. وصلت إليه بمساعدة أحد العاملين هناك على الأرجح .. وجدته يعمل حد الإعياء بل وجدته في الحقيقة ينزف .. أن يستوعب كل هذا العدد من القضايا و التصرف بها أشبه بمعجزة .. كان بودي أن أسأل هل يستلم مرتب شهري أم لا..؟! فأحجمت عن السؤال لأنني أعلم إن القضاة باتوا يستلموا من السلطة صدقات لا مرتبات أو نصفها كما يشاع..

سألت عن قضية الطفل فأتضح أنه محبوس من 24 أكتوبر 2020 بذمة سرقة بطارية تم إعادتها..

وجه الوكيل عضو النيابة المختص بإحالة الحدث إلى السجن الخاص بالأحداث..

الحقيقة لم اتمالك أعصابي و انفلتت لساني و أنا أقول: افرجوا عنه .. طفل عمره أقل من 14 سنة، و بطارية و تم إعادتها .. له مسجون شهرين .. “الناس” سرقوا بلااااااااد..!! أنتم لا تتصورون اكتظاظ غرفة الحجز بالبشر .. في أول مشاهدة لغرفة الحجز كان سؤالي: كيف ينامون..؟!! أين ينام هذا الصغير..؟!!!

الآن أناشد كل ذو سلطة بقي لديه احترام لنفسه:

افرجوا عن الطفل وليد على أحمد

خففوا من زحمة السجون بالمعتقلين..

(5)

في قسم شرطة أرتل غرف الحجز مكتظة..؟!! لا ندري كيف ينام نزلائها، و لا ندري ما فائدة وضع الكاميرات في الغرف في مثل هذا الزحام..؟!! لا ندري لماذا يتم تعبئة الغرف و شحنها باللحم على ذلك النحو..؟.!!! أحد نزلائها ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره 14 سنة و مضى عليه شهرين فيها.

غرف الحجز يفترض أن لا يتم إيقاف المحتجز فيها أكثر من 24 ساعة، و لكن أن تجد فيها من هو محتجز ما يقارب السبعة أشهر فهو أمر مرعب على نحو أقل ما يمكن قوله فيها إنها تتعدى الوصف، و تبلغ حد انتعال الدستور و القانون..

مدير أمن صنعاء يبدو إنه مشغولا لا مأسورا بقضايا الأراضي، و لا يكترث بمن يحشرون في هذه الغرف الضيقة، بل هو أيضا يعمد إلى شحنها بمزيد من السجناء، و لذلك هو يرفض و يماطل في تنفيذ أوامر النيابة بإحالة بعض القضايا و منها قضايا الأراضي التي تطلب منه النيابة أن يحيلها إليها ليجري التعاطي معها وفقا للقانون..

لوزير الداخلية و بين يديه: لماذا يحدث كل هذا..؟!! و ما الذي يمنع مدير أمن صنعاء من تنفيذ أوامر النيابة بإحالة قضية العجيلي و من إليه إلى النيابة..؟! ما مصلحته أن يحبس فريق يطالب بإحالة القضية إلى النيابة، و يمتنع من تنفيذ توجيهات النيابة، بل و يصر على استمرار الاعتقال، و استمرار القضية لديه..؟!!

(6)

إنه عهد التحكيم بالسلطة و الصميل

يمنعون الناس من اللجوء إلى القضاء..

نحبسك لما تحكّمنا..

يستغلون السلطة و الوظيفة العامة..

يستغلون الحماية الممنوحة لهم و عدم الرقابة و عدم المساءلة و العقاب

يحصنون أنفسهم بالسلطة التي لا يوجد من يسألها

يستغلون اطلاق الصلاحية في تقييد حريات المواطنين

و في نفس الوقت يحرصون على إقامة الصلاة

و تعظيم الرسول..

و السباق على الاحتفاء بمولده

إنه بعض الحال مما نحن بصدده..

بعض مما هو سائد

مافيات تتغول كل يوم

(7)

أصحيح هذا..؟!!

تم احالة قضية بتهمة فعل فاضح بسبب مساحيق تجميل كانت على وجه  امرأة..؟!!!

اللهما اجعله “ريوان” أو كابوس و لا داعش!!!

(8)

قلنا: اعملوا لهم دورات ثقافة قانونية

قالوا: اسحب كلامك

من ذاك اليوم لليوم و نحن نسحب و لكن مافيش فائدة

(9)

تضامني مع “شهيدة العدين” و أطفالها و أسرتها

ضد كل من يستسهل القتل و يستبيح القانون و يرتكب الجرائم

ستستمر جرائم رجال الأمن طالما لا يوجد من يردعها

كيف لو عاد مر المشروع و التعديلات في مجلس النواب، و التي تعطي مزيدا من الحماية و التحصين لرجال الأمن و التخفيف من المسؤولية التي يمكن أن تترتب عن تجاوزاتهم..

ستظل الاحتقانات تنمو و تكبر و تتسع حتى يقول القدر كلمته..

(10)

– إنهم مرعبين جدا..

المعلمين بلا رواتب .. حتى الصدقة يسرقونها عليهم..

إنهم لصوص لا يستحون..

ليس لديهم حياء و لا عيب و لا  مرؤة و لا إنسانية..!!

من أين أتى هؤلاء..؟!! و كيف يفكرون..؟!! و أين كان كل هذا الرعب الذي أخبوه عنّا..؟!!

– و أكثر من هذا أن هؤلاء المعلمين في جلهم إن لم يكن كلهم محرومين حتى من المساعدات الإنسانية التي تأتي من الأمم المتحدة و المنظمات الدولية باسم الجوعى و المساعدات الإنسانية التي تنهب من الرأس هنا و هناك، فيما المعلمين الضحايا لا يطولون منها شيئا لا بهذه الصفة و لا تلك..

لا يرحمون و لا يتركون رحمة تنزل على الناس..

بل يريدون كل شيء يأتي فقط إلى قيعانهم السحيقة التي لا تشبع و لا تمتلئ..

– المسؤولون الذين يدعون أنهم يمثلون الشعب و الدفاع عنه يقرشون الشعب صبح و مساء، و يتخلون عن مسؤوليتهم أمامه، و يمنعون عن موظفيه حقوقهم الأصيلة، و أولها حقهم في الحياة و العيش الكريم و الرواتب المستحقة .. و هي في الحقيقة لم تعد رواتب، بل صارت أقل من الصدقة..

– يريدون أن يحولون كل شيء إلى مصادر إيراد..

حتى المدارس يريدونها مصادر إيراد و جباية..

جهلة و أغبياء متوحشون لا يعرفون الوظائف الاجتماعية للدولة أو حتى للسلطة المستبدة التي لا تتنكر كل الحقوق، و أولها الحق في الرواتب مقابل العمل المبذول .. إنهم لا يعيدوننا إلى عهد السخرة و الأقنان .. بل يعيدوننا إلى العصر العبودي، و ربما إلى عصر التوحش الأول..

– حتى الألف الريال الذي يتم فرضها على الطلاب في المدارس لا يتلقى منها المعلمين إلا أقل من الفتات، و هي لا تكفي بدل مواصلات .. هؤلاء يستكثرون كل شيء حتى الهواء الذي نتنفسه .. و فوقها يتم ممارسة الإذلال الباذخ و يوغلون فيه إلى أقصى مدى من المبالغة و الإفراط…

– لا يوجد لدى هؤلاء المسؤولين الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية..

هؤلاء تحجرت مشاعرهم إلى الأبد

لم يبق لديهم بقايا من إنسانية أو ضمير أو منطق أو حتى عقل يهذّب أو يقلل من التوحش، أو يفرمل من تلك الأنانية الدميمة و المتوحشة..

غارقون بأنانيتهم التي لا تشبع و لا تكتفي بما تأخذه من أفواه الجوعى، بل تسعى دوما إلى المزيد، حدا فاق حتى على حدود التوحش..

– لا يكترثون بكارثة يعاني منها المعلمين كل يوم من خمس سنوات طوال أو أكثر..

هم يريدون قطعانا و عبيدا لا معلمين..

المسؤولون يريدون ناس لا تصرخ بطونهم و لا بطون من يعولونهم..

مسؤولون يستكثرون على المعلم الفتات، بل و ينهبون اللقمة من أفواه الجياع..

– يستغلون مخاوف المعلمين على سنوات خدماتهم السابقة، و أعمارهم الذي تم بذلها من أجل الوطن و تعليم أكثر من جيل..

يبتزونهم و يهددونهم أنهم سيجدون أنفسهم بلا سنوات خدمة، و لا وظيفة، و لا وطن، و سيجدون أعمارهم مهدرة أو مهددة بالضياع و فقدان كل شيء .. خدماتهم الطويلة في التعليم سيستولون عليها كغنيمة حرب .. بل هذا أيضا قد شرع و حدث..

إنه حكم إعدام جماعي يصدرونه على المعلمين الذين يرفضون أن يصيرون عبيد..

– لا أجد ما يمكن وصف هؤلاء المسؤولين في سلطات الأمر الواقع سواء هنا أو هناك إلا وصف إنهم مرعبين جدا..

نعم مرعبين جدا..

و لن يشفع لهم و لا ينتقص من رعبهم ما يدعون..

(11)

يريدوننا نكف عن نقدهم

و هم لا يكفّون عن “النثرات”

(12)

الذي ليس لديه زلط يموت في السجن..

محبوس أكثر من ضعف محكوميته..

محكوم بخمس سنوات و الآن له في السجن إحدى عشر سنة..

لأنه لا يملك مليونين و نصف المليون ريال يدفعها..

إنه معسر في كل الشرائع..

ربما يمكث في السجن بقية حياته..

“شريعة” الزلط..

على الأقل زوجوه إذا لا تريدوا اطلاق سراحه

…………

 نايف المشرع

أعز رفاقي في السجن المركزي محمد الحداد..

محكوم 5 سنوات سجن

و محكوم أثنين مليون و خمسمائة ريال

الأن صديقي محمد له 11 عام سجين

اقدم سجين معسر في السجن المركزي..

محمد دخل السجن وعمره 19 عام الان عمره 30 عام..

يقول السجين ناشدت الذين أمنوا عشر سنوات ما نفع  و يريد الآن  مناشدة حتى الذين كفروا للأفراج عنه .. كما يقول ..

(13)

رسالة قوية لمن يفهم .. هل فهمتهم الرسالة يا أنصار الله…!!

إذا لم تفهموا سيأتي زمن تفهموا فيه، و لكن بعد فوات الآوان..

العنوان هو الإحتقان يزداد .. و الحياة و الموت باتت لدى الكثير سيان..

و الأهم أن هذا الكثير يتكاثر بسرعة التنمر الذي نشاهده..

______________

محمد طاهر أنعم

مع إدانتنا الشديدة لعملية القتل التي تعرض لها عدد من منسوبي مكاتب الأشغال والبلدية بالأمانة يوم أمس بسبب بسطات باب اليمن و غيرها، إلا أننا نشدد على عدم الاستمرار في حالة التنمر و البلطجة التي يقوم بها مندوبو كثير من الجهات الحكومية تجاه أصحاب المحلات و المنشئات و البسطات – وخاصة أصحاب الضرائب و الأشغال و اقسام الشرطة – و قد كثرت الشكوى مؤخرا من كثير من الناس بسبب محاولة استغلال البعض لقوة الدولة أو لعلاقتهم ببعض المشرفين و الأمنيين.

الشدة تكون ضد الكافرين، و الرحمة مع المسلمين، هذا هو المنهج القرآني.

الشكوى تتزايد من أساليب الغلظة و التهديد ضد الناس في محلاتهم، و كأنه عمل ممنهج للدولة العميقة لتشويه السلطة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

https://telegram.me/yemenat0

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى