شطحات خطابية مضرة
يمنات
د. أحمد عبد الله الصعدي
أقول عن هذه الشطحات أنها مضرة لأنها تقلل من شأن الأعمال المحققة فعلا – في التصنيع العسكري مثلا – وتستنزف مصداقية أصحابها أفرادا وجماعة.
من هذه الشطحات:
إعلان وزير الصحة د.طه المتوكل في فترة الاستنفار لمواجهة كورونا العام الماضي أن اللقاح سيأتي من اليمن.
تضمين الرؤية الوطنية أهدافا خيالية يتم بلوغها عام 2030 في مجال التعليم والعلم، أهمها:
– تصدير المعرفة.
– إيصال ثمان جامعات يمنية إلى قائمة أفضل خمسمائة جامعة في العالم. (لمن ليس لديه فكرة عن هذا الهدف فهو يساوي حصول اليمن على كأس العالم عام 2030 إن لم يكن أصعب).
مؤخرا سمعنا شطحات جديدة في الكلمة التي القيت نيابة عن رئيس المجلس السياسي الأخ مهدي المشاط يوم الإثنين 11 يناير ، منها:
– وصول اليمن إلى مستوى الدول الرائدة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار(لم يحدد متى).
– عمل كل مايلزم لتشجيع المبتعثين في الخارج للعودة لخدمة الوطن (هذا في حين لم يعملوا أي شيء لابقاء الموجودين وثنيهم عن مغادرة اليمن).
هل يعرف أصحاب هذه الخيالات أن الجامعات اليمنية أصبحت تمول من جيوب المواطنين اليمنيين الفقراء، وانه بدون الرسوم الجامعية لن تستطيع أية جامعة شراء وايت ماء (وفقا لما يقوله بعض القائمين على الجامعات)، و أن القوانين واللوائح لم تعد تراعى إلا في حالات قليلة، وأن النزعة الفوضوية هي القانون السائد.
ومن أشهر الشطحات الخطابية تلك التي جاء فيها: من اليوم وصاعدا على الظالمين أن يعيشوا في خوف وذعر، وتلك التي قال فيها صاحبها: إذا لم يكن وجودنا من أجل المواطن فلا خير فينا.
إن وضع أهداف وخطط طموحة أمر مطلوب ولكن بشرط أن تكون وفق الامكانيات البشرية والمادية والتقنية المتاحة، أما إعلان أهداف غير واقعية بل وخيالية فيعطي انطباعا عن عدم الجدية وعن خفة وارتجال في تناول قضايا جادة.
المصداقية رأسمال أخلاقي وسياسي و اجتماعي صعب المنال، عظيم الأثر، محال التعويض إن فقد، فلِمَ التهور في تبديده، و الاسراف في انفاقه و المسارعة للوصول إلى حافة الإفلاس..!!
من حائط الكاتب على الفيسبوك