أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

باعوا اراضيهم للسعودية فتنكرت لهم .. كيف تنكرت الرياض لقبليين في الربع الخالي..؟

يمنات – خاص

أنس القباطي

طفت على السطح قضية قبليين يمنيين عملوا مع السلطات السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي، لكنها قلبت لهم ظهر المجن.

قضية المئات من أبناء منطقة الخراخير الواقعة في صحراء الربع الخالي بين محافظتي حضرموت و المهرة، أصبحت مأساوية بعد مرور أكثر من ربع قرن من تعاونهم مع الرياض، و الذي وصل حد بيع اراضيهم للسلطات السعودية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز.

مأساة هؤلاء بدأت في العام 1984 عندما قبلوا عروض سعودية ببيع أراضيهم في منطقة الخراخير و الأودية المجاورة لها، مقابل نقلهم إلى مدينة سكنية مكيفة في نجران و منحهم الجنسية السعودية و مرتبات شهرية و مزايا أخرى.

باع البعض من سكان الخراخير ارضهم للسعودية و انتقلوا للعيش في نجران، فيما رفض الأكثرية العروض السعودية، و ظلوا متشبثين بالأرض رغم المضايقات السعودية، خاصة في سنوات الحرب التي ما تزال ميتعرة؛ بعد تعمق السعودية في الأراضي اليمنية و احتلال أكثر من ٤٢ ألف كم مربع في الأراضي اليمنية ما بعد الخراخير، في سبيل تحقيق حلم الوصول إلى مياه بحر العرب.

و مع رفض الأكثرية و عدم قدرة المنتقلين للعيش في نجران اقناعهم بالعروض السعودية، ماطلت السلطات السعودية ما وعدت به المتعاونين معها، و ظل من قبلوا ببيع أرضهم مجرد “تابعية”، يتحركون بشكل محدود، ببطاقات تمنحها لهم الرياض، و رغم طرقهم لأبواب من وعدهم، أبرزهم أمراء نجران المتعاقبين منذ ثمانينات القرن الماضي، الا ان قضيتهم تعقدت عام بعد آخر، و تحولت إلى مأساة مع بدء السلطات السعودية القيام بعمليات انشائية داخل الأراضي اليمنية و نقل العلامات الحدودية من أماكنها إلى داخل الصحراء في العمق اليمني، و منعها الاقتراب من المنطقة التي يجري احتلالها منذ العام 2016، مستغلة الحرب و فرص وصايتها على الرئيس و الحكومة المعترف بهما دوليا، و هو ما عقد من عودة هؤلاء إلى ما تبقى لهم من أراضي، فأصبحوا في حكم السجناء، و لا يستطيعون التحرك الا بشكل محدود.

مأساة من باعوا ارضهم طفت إلى السطح نهاية العام 2020 بعد ان احتشدت أغلب قبائل المهرة في وجه السعودية، رافضة مخطاطاتها التوسعية الاحتلالية بمد أنبوب تصدير النفط السعودي إلى ميناء نشطون بالمهرة، و تفجير العلامات التي وضعتها شركة سعودية في صحراء المهرة لمرور الأنبوب النفطي.

هذه المأساة التي يعيشها من باعوا أرضهم في صحراء الربع الخالي، تكشف هدف الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، و كيف تتعامل مع المتعاونين معها، و الذين لن يذكرهم التاريخ الا منعوتين بالخيانة و العمالة.

زر الذهاب إلى الأعلى