فضاء حر

ما يفعله العرب لايدخل في باب السياسة

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

ما يفعله العرب في مجتمعاتهم واقتصاداتهم لايدخل في باب السياسة لامن قريب ولامن بعيد بل -صناعة -الفوضى والعبث السياسي.. لأن السياسة فن ادارة الشأن العام والارتقاء بموضوعاته تعزيزا لممكنات التنمية والتطور .. والمتابع لبلدان الربيع ..لاشيئ يتم تنميته او الارتقابه بل هدر للامكانات العامة والخاصة ، وهدم للمؤسسات العمومية وتفريط بالسيادة ..

انظروا الى سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان ولبنان …وهذا الاخير تحديدا لايستطيع تشكيل حكومة خلال عام كامل في حين تتشكل ثلاث حكومات في ايطاليا لنفس الفترة وتبقى الحياة العامة مستقرة ..ليبيا مساحتها اكثر من حجم السكان عشرين ضعف وثرواتها كبيرة فما المبرر للصراع العسكري وتعميم الفوضى .. والامر ذاته ينطبق على الدول الاخرى ..هل تتنظر هذه المجتمعات مُخلَص يهبط من السماء او هرقل عظيم تنبته الارض كاستعادة لهرقل القديم ، ام تنتظر الخارج الاوربي والامريكي بخبراته الكولنيالية وهو لن يقدم لهم اي نصيحة ايجابية ناهيك عن فرض حلول سياسية ….اذا .. المسار السياسي يتطلب وعي وطني -الحكمة- من خلال ارتفاع النخب الى مستوى الوطن وتعظيم قيمته الجغرافية والحضارية والتاريخية ومن ثم تعظيم مصالح المجتمع بحقه على ارض تتعدد فيها ممكنات الحياة لكنها تتطلب ادارة سياسية تتصف بالعقلانية والحوكمة وتبتعد كثيرا وكثيرا عن المحاصصة والغنيمة ..وللعلم لن تتمكن هذه الدول من الاستقرار الا ببديل سياسي ليقود مرحلة جديدة تتجاوز نفق الاحتراب والفوضى اما استمرار نفس القيادات والنخب في مرحلة جديدة لن يتحقق معها شيئ لصالح المجتمع والشعب لأن قيادات الحرب والفساد والفوضى سيتم موضعتهم في مؤسسات القرار مرة اخرى ليمارسوا ادوارهم السابقة باساليب جديدة وهنا تتحول الدولة الى اداة جباية وفيد بيد هؤلاء المناهضون للشعب وللمجتمع وللاستقرار ….

الواقع يؤكد انه لابديل سياسي جديد في الافق المنظور وان امراء الحروب الاهلية هم ذاتهم قيادات التحول السياسي في مرحلة المصالحة ..لكنهم لكن يكونوا كقيادات تطهرت من رجسها القديم كما فعلت قيادات مدنية وعسكرية وحزبية في تشيلي وجنوب افريقيا واسبانيا بعد فرانكوا واليونان بعد حرب اهلية نهاية الخميسنات ولا مثل نخب وقادة راوندا التي اخرجت من بلادها من اسواء حرب قذرة في التاريخ لتحقق لها ولشعبها افضل ممكنات التطور والتنمية بعقلية تؤمن بالشعب والمجتمع والاستقرار ،قادة ونخب نزيهة ومخلصة في ممارساتها تعاظم معها معدلات النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي ..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى