فضاء حر

الناس على دين ملوكهم

يمنات

ناصر بامندود

مقولة “كما تكونوا يولى عليكم” التي يستشهد بها الكثيرون خصوصًا في السنوات الأخيرة، وينسبونها للنبي محمد ﷺ، وهو حديث لم يصح ولم يثبت عن رسول اللّه ﷺ، وإن كنت أراها في بعض المواضع بأنها في غاية الصدق، ولكن أرى الأصدق منها، والأجدر بقولها، ومن يحصص الحق فيها مقولة الناس على دين ملوكهم!

حين يكون الراعي عادلًا ينتشر العدل بين الرعية، وحين يكون الحاكم صاحب نهضةً اقتصادية تنشغل الناس بالتجارة والاستثمار، وحين يكون الحاكم عالمًا تزدهر علوم الطب والأدب والثقافة، وفي جهة المقابلة حين يكون الراعي فاسدًا يتفشى الفساد بين الرعية، وحين يكون الحاكم ظالمًا ينتشر الظلم بين الشعب، وحين يكون الملك أو الرئيس ضعيفًا يضعف شعبه أمام الأمم، والأمثلة تطول منذ فجر التاريخ إلى يوم الناس هذا، وحدث ولا حرج!

و في مقولة الناس على دين ملوكهم تناسق واضح مع مقولة الحكيم الصيني كونفوشيوس الذي يقول: “إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد؟!” وتناغم كبير مع مقولة مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون في مقولته التي تقول: “الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها” ، وختامًا بأجمل من يبدأ به الكلام عن البشر ومسك الختام محمد ﷺ، ففي طبيعة تأثر طبائع الشعوب بحكامها، ويمسي الناس على دين ملوكهم، نفهم بعدًا آخر لحديث النبي في خطبة الوداع: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.

زر الذهاب إلى الأعلى