السعودية ستخرج من حرب اليمن بجسد مثخن
يمنات
خالد سلمان
* في كل تاريخ حروبها في المنطقة ، لم تحارب السعودية قط مباشرة بجنودها وعتادها، ظلت تعتمد على الأدوات وحروب الوكالة ، لعبت دور العصي في دواليب التغيير، وعطلت حقوق شعوبنا في تقرير شكل حياتها ونظامها السياسي ، وغالباً نجحت بإستثناء عدن.
* هذه هي المرة الوحيدة بفعل متغير إقليمي وظهور إيران على الساحة ، وتسللها إلى تخوم حدودها الجنوبية، عبر كعب اخيل حوثي ، تفتح السعودية مخازن السلاح المخصصة منذ نشأتها، للإستعراض العسكري في ذكرى تأسيس المملكة ، وتزج بجنودها في حروب اليمن الطاحنة.
* في اليمن بعد سنوات سبع هي تدرك جيداً ان لا نصر في متناول يدها ، وان السياسة حين تتحدث بلغة الميدان العسكري ، تتحول إلى معطيات وارقام خارج المناورة وممكنات التمني ، ونتائج الحرب تقول ان السعودية تخسر، وان لا خروج من رمال اليمن المتحركة، ومستنقعها الدموي، بنصر كامل ولا حتى بنصف نصر ،بل بهزيمة كاملة لحلفائها ، بعد ان تحولوا إلى عبء سياسي فاسد، غير منتج يثقل كاهلها.
* كل حروب حليفها الشرعي يقود بالنتيجة والمخرجات ، إلى ان الرهان على جيش كهذا غير محترف حرب ، هو محاولة للي عنق منطق الأشياء ، ويمضي على الضد من دراسات مراكز بحوث العلوم العسكرية ، وحرث سياسي عسكري في البحر.
* السعودية تسعى إلى تحريك قواعد اللعبة قليلاً لصالحها ،عبر فتح جبهات أُخرى كتعز ، ولكنها لم تطرح تغييراً ملموساً على الأرض.
* رهان السعودية الآن خارج ميادين القتال، بل في الغرف المغلقة ، والمبادرات وقنوات التواصل الخلفية، علها تحقق بعضاً من الإستقرار لأمنها الداخلي ، مقابل التضحية بحلفاء غير جديرين بكل هذا الدعم المالي العسكري الجوي ، حلفاء احرقوا على السعودية بعجزهم بنك الاهداف حرباً وسياسة.
* بالمحصلة النهائية السعودية ستخرج من اليمن بجسد مثخن، وبترسيم خارطة المصالح، بسقف اقل من سقف تمنياتها، ستمر تسوية دولية دون ان يكون لها حق الفيتو.
بجملة: الحرب في اليمن ، والحل يُطبخ على نار الملف النووي ، في إيران وبدرجة اقل الرياض.
من حائط الكاتب على الفيسبوك