ما وراء الخلافات التي بدأت بالظهور في الصف القيادي الاول للانتقالي..؟
يمنات – خاص
أنس القباطي
طفت إلى السطح بوادر خلافات بين قيادات الصف الاول في المجلس الانتقالي الجنوبي.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين السعودية و القيادة العليا للمجلس فتور؛ يصل حد القطيعة في بعض الاحيان، خاصة فيما يتعلق بادارة الوضع الامني و العسكري في محافظة عدن.
أحمد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للانتقالي حمل مؤخرا قيادات في المجلس مسؤولية توقيع اتفاق الرياض. كأول موقف يظهر إلى العلن من قيادة المجلس، و هو ما يعد رسالة واضحة تعارض السياسة السعودية التي دفعت باتجاه التوقيع على الاتفاق.
و يرى مراقبون ان تصريح ابن بريك مؤشر على حجم التباين بين الرياض و أبو ظبي، فيما يخص الوضع في الجنوب بشكل خاص و اليمن بشكل عام.
و لفتوا إلى أن الخلافات داخل الانتقالي ستظهر بشكل أوضح خلال الفترة القادمة، كانعكاس للخلافات القائمة بين الرياض و أبو ظبي، بشأن التوجه السعودي الاخير لوقف الحرب في اليمن، و السعي لمهادنة أنصار الله، و الذي ظهر جليا من خلال تصريحات الامير محمد بن سلمان الاخيرة لوسائل الاعلام الرسمية السعودية.
و بحسب هؤلاء فإن سياسة الرياض في هذا الجانب ستعمل على تغذية الخلافات الداخلية في المجلس الانتقالي، خاصة في الصف الاول، و التي ستنتقل إلى المستويات الدنيا، ما سيعمل على اضعاف موقف المجلس، و بالتالي اجباره على الحضور في المفاوضات القادمة ضمن مكون الشرعية، بذات النسبة التي حضر فيها في حكومة المناصفة، و ليس كطرف مستقل يمثل الجنوب.
و يبدو ان القيادة العسكرية السعودية في عدن بدأت بدعم قيادة المجلس الانتقالي التي تدير شؤونه في عدن برئاسة ناصر الخبجي القائم بأعمال رئيس المجلس، و مسؤول الفريق التفاوضي في اتفاق الرياض، و ربما يكون أحمد بن بريك قد قصد الخبجي في تصريحه الذي حمل فيه قيادات في المجلس مسؤولية توقيع اتفاق الرياض.
تفيد مصادر مطلعة ان علاقة رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، بالرياض، و خصوصا بالسفير السعودي اصبحت شبه منقطعة، منذ اقتحام متظاهرين لقصر معاشيق في مارس/آذار ٢٠٢١ و مغادرة معين عبد الملك و حكومته عدن.
اصبحت عدن خالية من تواجد مسؤولين كبار محسوبين على الشرعية، باستثناء وزيرين و بعض الوكلاء، لكن حضور الانتقالي الطاغي في المحافظة، باتت تمزقه الخلافات التي يبدو ان الرياض تغذيها عبر قيادتها العسكرية في عدن، يتضح ذلك من خلال الانفلات الامني المستمر في عدن و الصدامات المسلحة بين الفصائل الامنية و العسكرية التابعة للانتقالي.
و الخلتصة أنه كلما اتجهت الرياض نحو التقارب مع انصار الله و السعي للوصول إلى تسوية سياسية للازمة اليمنية، كلما زادت الخلافات بين مكونات الانتقالي، و توسعت الهوة بين قيادة المجلس المقيمة في أبو ظبي و السعودية.