فضاء حر

أأحمقُ أنت..؟؟

يمنات

أيوب التميمي

كل ما في الأرض والسماوات والمحيطات للوطن والوطن لبضعة لصوص…محمد الماغوط

أنت مطالب بالسطحية والفراغ العقلي بعض الشيء حتى تستطيع إكمال الحديث مع بعض الأشخاص.

‏و يحدث أحيانا أن يأتي شخص ويصب كامل تعبه في جسدك ويمضي .. هكذا كان عندما قال:
لا تحدثني عَن الوطَن  لا تُحاول إقناعي بِالصبر لاجله كفاك كذباً و نفاقاً طريقتك المصطنعة وأداءَك المسرحي المبتذل وخطبك الرنانة كُل ما ستفعلهُ لَن يَسدّ جوعي ولَن يدفئ جسدي المنهك من الجوع والمرض والبرَد.

كيف ستجعلني أُؤمِنُ بِوطن لا يراني ولا يعرفُني ولا يشعر بي!! أأحمقُ أنت؟؟
أنا أكرهُ هذا الوطَن .. ألعنه كُل صباحٍ ومساء  أكرهُ الأمَل الذي يحاولون غرسهُ بِداخلي وجرعات الكَذِب اليوميّة حَول أن الغَد أفضَل . الغَد هوَ كابوس مُرعب في عقل الجائع المُشرّد  الخُبز أفضل مِن الأمل ومِن الغَد ومِنكَ أنت.

مِن الغباء والسذاجة أن تتحدث عَن الوطن أمام الجوعى والمرضى، لا تحولوا إقناعي بِحُب الوطن بل أقنِعوا الوطَن بِوجودي وأخبرهُ بِأنني جائع،  أخبروه بأن حِلمي قَد سرق وطموحي قَد سُحِق،  أخبِر الوطَن بِأن أمواله تنفق على مُنافقي الشاشات وتلميع وجوه اللصوص، أخبرهُ أيضاً بأن مقاعد السُلطة قَد أطاحت بكل مَن ينادي بالحُرية والعدالة والمساواة، وأعدمت أصوات الحق رميا بالفقر والذُلّ.

ياسيدي في هذا الوطن الدين لَم يعد في القلوب، بل أصبح شعاراتٍ تُعلَّق علىَ الجدران، وفضفضة على الشاشات، لقد أصبَحَ يستخدم لأغراض دنيوية مُهينة، لَم تَعُد خطب الشيخ تقنع ولا نصائح الفقيه تردعنا .. لا شيء يجدي لاشئ يفيد أو يصلُح.به..

فأذا كان الوطن عادل لِماذا لا يزورنا..؟ لِماذا  يذهب فقط إلىَ منازل الأثرياء ولا يمُرّ علىَ أحياء الفُقراء؟ أليسَ للفُقراء نصيب مِن زياراتِه وعطائه؟ لماذا يغدق بِالعطايا على مَن لا يستحقّ..! الفقراء هم أحوج الناس إليه قاسيا أنتِ إيهت الوطن وغَيرُ مُنصِفة يذهب لِمَن لا يريده .. ولا ينتمي إليه..

ياسيدي خذ وطنك البائس وارحَل من هنا فأنا لا أُريده أين كان هذا الوطن عندما احتجت إليهِ؟ لِماذا تبرّأ مِني وقَد أفنيتُ عُمري لِأجله؟
إذا كان لا يريدني فأنا أيضاً لا أُريده وسأظلّ هنا في وطني الصَغير المُصطنَع من قطعة قماش وكراتين القمامة وصفائح الزيوت الفارغة .. ام وطنك الذي تحدثني عنه. فهو  يشبه قطيع مِن الضباع أنقَضّ على غزالة بريئة فمزقوا لحمها وشربوا دمّها .. لقد كانَت الطبيعة كريمة جداً مع الوطن ولكن للثروات لَعنة لَعنة جعلَته فريسة لِوحوش الجشع وصَيد ثمين لِمن لا يَرحم ..

بالأمس كنت في التحرير وفي ساحته المُزدحمة والوجوه ضاحكة ومبتسمة ولكن القلوب عابسة حزينة ومهمومة، الناس مُنهمكة والجميع يحاول التصنع والإخفاء، بينما انا ارى غير ذلك..؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى