فضاء حر

الموروث الحضاري والهوية التاريخية ومخاطر انتاجهما كأدوات في صراع وطني – وطني

يمنات

جلال حنداد

المنابر والصفحات والشخوص الذين يعملوا في السنتين الاخيرة على اعادة انتاج الهويه الحضاريه اليمنية لما قبل الاسلام تعد اصوات تبعث على الغثيان وتسيء للارث الحضاري اليمني اكثر من الاعتزاز به .. لان هذا الخطاب الدوغمائي المضطرب لايعي في وعي اصحابه الجمعي ادراك اهمية وخطورة مثل تلك المسائل وتناولها واعادة انتاجها في سياق خصومات سياسيه ومناكفات ارتداديه لاواعيه ..!!

فالهويه والارث الحضاري هو اولا تراكم جمعي عبر كل العصور يشكل حالة وطنية جمعية اولا ثم يتعدى هذه الانساق الى المشترك الانساني وبالتالي فان محاولة انتاج خطاب هوية يمنية منفصلة عن تراكمات 1400 عام يعد طيش وتخبط وخواء مقرف ..لايختلف عن كل التجارب اللاحقة لاسلمة اليمنيين والتي عملت بكل الادوات على انتاج هوية يمنية حضارية اسلامية صانعة قطيعة ممنهجة بين ماقبل اقحام- في الاسلام وبعده .. وكلا الطرفين انتهازي واثم .. !!

كما ان اعادة انتاج خطاب الهوية الحضارية السابقه للاسلام كاداة من ادوات الصراع السياسي اليمني اليمني يعد عملا يضعف الحالة الجمعية لليمنيين ويبدد ارثهم او ماتبقى منه بالذاكره ..!!

اننا بالفعل اليوم امام منعطف خطير يستدعي منا احياء مفاهيم الارث الحضاري ومحددات الهوية الجامعة لليمنيين وهذا يحتاج اولا الى تبيئة المنظومة الذهنية الجمعية للدولة والشعب لانتاج مساحة تصالح وتكامل بين ارث ماقبل الاسلام ومابعده ومن ثم انتاج هوية متكاملة غنية ومثل هكذا عمل يحتاج لجهود كبيرة ومنظمة على صعيد الدولة والمراكز البحثية والجامعات والمؤسسات السياسية والتعليمية وغيرها ضمن رؤية شاملة تفضي في الاخير الى اعادة صياغة المنظومة السلوكية والاجتماعية والتوعوية في اطر وفاق جمعي ..

اما مايحصل اليوم فهو يهدد الهوية الجامعة لليمنيين ..لان هكذا تخبط وتردي يفرز في الوعي انسلاخ ذهني جمعي عن ارث 1400 سنة وكما لو ان ارث وتراث هذه الفترة خاص بجماعة الحوثي وحدها وليس ارثا حضاريا جمعيا صنعه اليمنيين الاوائل وهذا التخبط المناكف يعزز ويسهل للحوثي تفكيك جوامع المشترك الحضاري لصالحه لان نتاج التراكم الاسلامي اقوى في الحضور والسلوك اليمني من القرون السابقة ..!!

ارفعوا ايديكم وافلامكم عن الارث الحضاري اليمني ايها السفها ..وبالمقابل للطرف الاخر كفوا عن هذا الخطاب والممارسات السلالية الحقيرة والتي ستكون بوابة الويلات عليكم مستقبلا ..!!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى