العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (252) .. تلك كل الحكاية

يمنات

أحمد سيف حاشد

لسنا نحن السبب وإنما هي أطماعكم وارتهانكم وأحقادكم وحروبكم ورغبتكم المهووسة بالسلطة والحكم والغنيمة..

بعضكم أراد التوريث أو الاحتفاظ بما بين يديه، وبعضكم أراد أن يأخذ أكثر مما لديه.. والبعض أراد استعادة ملكه الذي ذهب، والبعض أراد استعادة ولايته، وكل كان له محض هوس وجنون..!!!
واليوم “رمتني بداءها وأنسلت”..

***

جميعهم كانوا يحكمون..
كانوا شركاء حرب لا شركاء سلام..
مظلمة الجنوب لم نصنعها نحن..
ومظلمة صعدة أيضا لم نصنعها نحن..
والحروب كلها لم نصنعها نحن..
صنعوا الحروب والطغيان هم لا نحن..
مظلمتان صار أصحابها اليوم أيضا يمارسان طغيانا أشد، وإرتهانا أكبر من سابقه.. وزائد عليهما عنصرية وقحة..

***

نحن لم نصنع هادي..
ولم نصنع علي محسن..
ولم نأت بهما ولم نطلق لهما يوما زماما، أو نرسل لهما حبلا على غاربه..
السلطات والأحزاب التي شاركت الولائم هي من فعلت هذا لا نحن..

***

نحن لم نتقاسم المعسكرات والسلاح، ولم نستول يوما على مسدس أو رشاش..
لم نرسل ولم نستجلب ولم نصنع مليشيات الدين..

لم نبني معاهد دينية ولم نحول طلبتها إلى مليشيات وعقول مفخخة..
نحن لم نشارك في حرب ولم نصنع مليشيات ولم نكن يوما بعضا من السلطة أو نظام الحكم..

نحن كنا ولازلنا المحكومين والضحايا المنكوبين بحروبهم وصراعاتهم والحالمين بمستقبل صادره جميعهم..

***

‏اختلفوا في (النظام) وخانوا عهودا ومواثيقا قامت على ظلم وطن..
أنقسم النظام على نفسه.. وأنقسم معه الأتباع
انقسموا معسكرات وولاءات، وأتباع وأنصار

ارتهنوا من قبل، ومن بعد أرتهنوا أكثر مما يمليه ويحتاجه الارتهان..
ارتهنوا وأوغلوا في الارتهان حتى بلغوا أوجه، وأكثر مما تتسع له المساحة والمدى..

أتوا بالمبادرة والوصاية الخليجية وكذا وصاية مجلس الأمن بعد أن أدخلوا اليمن تحت البند السابع، وطابت لهم العمالات كلها..

ذهبوا يتقاسمون السلطة والحكم فيما بينهم ولم نكن نحن من هؤلاء ولا من أولئك..
كنا على الدوام نحن الضحايا والحالمين المنكوبين بهم

***

ظل كل طرف ينفس صاحبه ويريد الغنيمة بمفرده..
ثم التجأوا للسلاح والحرب تحت واعز أطماعهم وهوسهم في الانفراد بالسلطة والحكم على حساب بقايا وطن أضاعوه..
نحن الحالمون كنّا ضد هذه وتلك..
نحن الحالمون بدولة مدنية حديثة وديمقراطية..
نحن الحالمون بمواطنة ووطن وحرية سقفها السماء..
نحن الحالمون ضد دولة الوراثة والولاية والخلافة والارتهان..

***

احتربوا وتسابقوا لمزيد من الارتهان والتسليم والانقياد..
كل طرف قدم كل ما لديه من ولاء للخارج على حساب وطن يتقاسمونه من أصغر وظيفة عامة حتى أعلى سلطة في سدة الحكم..
تقاسموا حتى مرتبات الجياع..
أوغلوا في الفساد حد النهب حتى قرف الفساد من نفسه ومبلغه..

***

نحن كان لدينا حلم مستقبل سرقوه بإصرار أو صادروه في غفلة زمن..
كان لدينا وطن تقاسموه غنيمة حرب..
ثم أعدموه ليبقوا على غنيمتهم كيفما كانت وطز في هذا الشعب والذي نكبوه بحربهم وصراعهم..

***

كنا نحن الحالمون الضحايا ومثلنا شعبنا..
ولازلنا إلى اليوم ضحايا ندفع الثمن نحن وشعبنا، فيما هم يتسابقون ويتقاسمون الأرض والشعب ويوغلون بفساد لا حدود له..
جعلوا كل شيء غنيمة حرب..
وفعلوا كل شيء لإرضاء أسيادهم بمختلف مسمياتهم على حساب وطن أعدموه..
أنتم السبب والفعل لا نحن..
كانت تلك هي الحكاية باقتضاب شديد.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى