الأمة العربية تنتحر وتموت موتا حضاريا بطيئا
يمنات
د. إبراهيم الكبسي
الأمة العربية والإسلامية لن تباد ولن تنقرض بسلاح أعدائها، ولكنها تنتحر وتموت موتا حضاريا بطيئا بيدها وبسلاح مناهجها الجامدة والمقلدة والمتعصبة، وبمصادرة وقهر عقول أبنائها بأفكار بالية وخاطئة، وبتحريم التفكير والإجتهاد والتحديث المنهجي والتجديد العلمي، وبتجريم التمرد على النص البشري المحتكر لتفسير النص الإلهي، هذه الأمم تعيش العصور الحديثة بعقليات وأفكار أناس عاشوا في العصور القديمة، وتقوم حكوماتها بتلقين شعوبها عبر المناهج والمنابر ووسائل الإعلام على أن تردد عبارات التخدير العقلي مثل كنا أعظم الحضارات وأفضل الأمم وأول من فعل كذا وبنى كذا وأخترع كذا وأبتكر كذا، ولكن وبعد مرور القرون الطويلة على هذه المنهجية المعطلة للعقل العربي والمسلم صحت هذه الأمة من غفلتها الفكرية وغيبوبتها العلمية لتجد نفسها تحقق أعظم وأفضل وأكبر وأعلى الأرقام العالمية وتحتل المراتب الأولى ولكن في التخلف والتعصب والفقر والجهل والمرض والظلم والفساد والحروب والصراعات.
هذا الكلام ليس جلدا للذات بل هو توصيف صادق للواقع المرير لأمتنا، نعم فمن يعيش في هكذا واقع بحاجة لتشخيص مرضه وأسباب علته لكي يتمكن من ايجاد العلاج المناسب له، مالم فليستمر في انكار مرضه وأسباب علته حتى يتمكن منه هذا المرض ويموت منتحرا بسوء اهماله وانكاره لوجود علته.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا