حكاية الولد عبده الزغير “1”
يمنات
عرف عبده الزغير اليُتْم وهو طفل في السابعة من عمر..لكنه في نفس الوقت عرف الحب. احب “مليحة” ابنة عمه “قاسم الرُّمَيْح” وكان حبه لها قدعوّضه عن ابيه وصار له بمثابة اب بديل.
كان يكبر وحبه يكبر معه. ولشدة حبه لها راح يعمل في ارض ابيه، وفي غيرموسم الزراعة ، يسافر عدن يشتغل.. وكان يجد العمل بسهولة.ومعه ،وبنفس السهولة يجد الرزق. والسبب هو انه كان يحب العمل ،ويخلص في عمله ،ولايتذمر، ولم يحدث ان دخل في اخذ ورد مع ارباب عمله .وفيما كان غيره ينزل الى عدن ويجلس اسابيع واشهر يبحث عن عمل.
كان عبده الزغير حيثما يذهب يجد العمل بانتظاره. وكان كل من يراه وهو يعمل لايشعر بانه يعمل او يبذل جهدا وانما يشعر كأنه يلعب ويتسلّى ويسلِّي على نفسه.
كان عمره ستة عشرة عاما حين ذهب يخطب “مليحة” من عمه “قاسم الرُّمَيْح” ومع ان عمه راح يغالي في المهر، ويطلب من ابن اخيه اليتيم اكثر من المهر المتعارف عليه في القرية. الاان عبده الزغير الذي كبُر قلبه واتسع بالحب لم يعترض على المهر الذي طلبه منه عمه اللئيم ولم ينزعج وانما قال له :
– حاضر ياعم قاسم.. مليحة تستاهل ماطلبته مني واكثر .
وبعد الخطبة سافر عبده الزغير الى عدن وعاد بعد عامين بصحبة سبعة حمير تحمل كل مايحتاجه عريس لإقامة عرسه ولبناء وتأسيس اسرة جديدة وسعيدة.
وفي يوم العرس كان عبده الزغير يلوحُ لأطفال القرية اكبر من كل الذين حضروا عرسه وكانوا يقولون مستغربين :
– كيف يسمَّومُو عبده الزغير وقاتزوج وقو كبير !!
واثناء ما كان المراوحة يزفون العروس من بيت ابيها الى بيت العريس
كانت النساء في سطوح بيوتهن يزغردن ويغنين:
– “المليحة للميح
روِّحوها تستريح
زوجَها عبده الزغير
صاحب الدار الكبير”
وكان دارعبده الزغير اكبر دار في القرية واسمه” الدار الكبير”
وفي يوم عرسه ذبحت امه منارة ثورا وسبع معزات وكانت تقول :
– ابني يتيم لكن كريم وابوه الله يرحمه كان كريم واني منارة
كانت قد اقسمت بانها في عرس ابنها سوف تعشي الانس والجن لحما صافيا
وبعد ان اوصل المراوحة العروس الى الدار الكبير صعدوا الدرج الى السطوح وراحوا يرقصون في سطوح الدار ويواصلون الرقص وعندما حان وقت العشاء ذُهِل المراوحة وبُهِتوا من كثرة اللحم والشحم وليلتها اكلوا لحما صافيا وغادروا الدار الكبير وهم شبعانين متخمين يحمدون الله ويشكرون منارة ويتمنون للعريس والعروس بذرية صالحة.
بعد ان غادر المراوحة لم يبق في الدار الكبير سوى عبده الزغير وامه منارة والعروس التي كانت تنتظر العريس على احر من الجمر
و عندما دخل العريس غرفة نومه
تفاجأ عند دخوله بأن الغرفة مظلمة فقال يسال امه منارة :
– يما كيف تخلَّيْ مليحة بالغدرة اين النوارة؟
قالت له امه وهي تبتسم : مليحةطفَّت النوارة
قال يسالها : لموطفَّت النوارة وانا داخل اسمرعندها!!
قالت له امه : مش وقت السمرة ..البنت مشتاق لك والخبر آذك يوقع بالغدرة
وطلبت منه ان يترك الفانوس في الخارج ويدخل على عروسه في الظلام
لكن عبده الزغير دخل ومعه الفانوس ليرى وجه مليحته وحبيبته .
غيرانه تفاجأ عند دخوله بان عروسه قد طلعت فوق القعاد ،واندست تحت البطانية، ولم يعد بمقدوره ان يراها .وحين راح يكلمها ويسالها عن حالها لاذت بالصمت ولم تجب.
واستغرب عبده الزغير هذا التصرف من حبيبته لكنه راح يلتمس لها العذر وقال بينه وبين نفسه :
-مليحة مستحي مني لاراضي تخلينا اشوف صورتها ولاهي راضي تكلمنا على شان اسمع صوتها لكن ماذلحين قي بالبيت لمو العجل !!
وصعد عبده الزغير الى السرير ونزع عنه ملابسه واستلقى عاريا قرب عروسه .
وعلى خجل راحت يده تبحث في الظلام عن شيئ رطب وناعم الملمس لكنه سرعان ما تفاجأ بان عروسه عارية تماما حتى انه راح يشك في يده وهي تلامس عُريها ويشك بحاسة اللمس لديه وقال بينه وبين نفسه وقد اخذته الدهشة :
-وااااو موذا عُرْطُوْطْ من صدق والايتخايل لي !!
لكنه وقداعاد الكرة وقعت يده على اشياء رطبة وناعمة ومكورة ومن ملامستها تأكد بأن عروسه عارية عرُياً حقيقيا لاشُبهة فيه
وتذكر قول امه :” بنات آذا الزمان عجلات ماعندهنش صبر ”
لكنه قال يعترض على كلام امه بان عروسه فعلت ذلك لانها تحبه وليس لانها على عَجَل.
وتذكر بان امه كانت من شدة حبها لابيه تقدم له حبة الموز وهي مقشرة حتى لايتعب في تقشيرها واستنتج بان حبيبته مليحة تعرّت له حتى لايتعب في تعريتها :
– مليحة من حبها لي تعرطَطَت ورقدت عُرطُوْط .
وفيما كان عبده الزغير يحدّث نفسه انقلبت العروس باتجاهه واحس بها تقترب منه، وتلتصق به، وشعر بانفاسها الحارة تلفح وجهه، و بفمها ينقض على فمه .
وقبل ان يستوعب عبده الزغير كل هذه الجراة من عروسه في ليلة عرسها راحت يدها تمسك به من اضعف نقطةفي جسده ولحظتها خارت قواه وجُنّ جنونه وراح يستحضر كل ماسمعه عن مآثر ومعجزات العرسان في ليلة الدخلة وعندئذ وثب على عروسه وامتطاها وشعر وهو يدخل فيها بأشياء غريبة.. شعر بأن الاصوات والحشرجات المنبعثة من جسدها لاتشبه اصوات وحشرجات النساء وانما تشبه اصوات وحشرجات البهائم.
وبقدر ماكانت تلك الاصوات والحشرجات تثير دهشته واستغرابه وتثير شكوكه ومخاوفه كانت في نفس الوقت تثيرشهيته وتضاعف من شعوره باللذة .
و شعر عبده الزغير وقد انجز مهمته بذلك الزهو الذي يتملّك الجنرالات وقادة الجيوش وهم يقتحمون الحصون والقلاع ويفتحون المدن والامصار . لكنه وهو يترجّل مزهوا من على صهوة عروسه تفاجأبأن الجسد الذي ظنه بركانا خامدا ينتفض ويطلق حِمَمَه باتجاهه .
ليلتها كان عبده الزغير كلما ترجل ونزل من فوق صهوة عروسه وظن انه حقق انجازا احس من حركات العروس بانه لم ينجز شيئا مماهو مطلوب منه حتى انه وهو الذي لم يتذمر من اي عمل يُسنَدُ اليه راح لاول مرة يتذمر من هذا العمل الشاق الذي أُسنِد إليه في ليلة الدخلة وفي ليلة عرسه.
كان الليل قد رحل والنهار قددخل وعبد ه الزغير داخل خارج طالع نازل وعرقه يتصبب من شدة الجهد الذي يبذله والنعاس كأنه صخرة ثقيلة على وشك ان تسحقه.
وقد بدت له عروسه اشبه ماتكون بأنثى العنكبوت وهي تلتهم ذكرها.
كانت قد امتصته وافرغته من رجولته ومن مياه ذكورته ونشفّته وجفّفته كلية بمافي ذلك ريقه ولعابه. وعند طلوع شمس الصباح وروحه على وشك ان تطلع راحت تنشب فيه مخالبها وتنفخ فيه من روحهاكيما تحييه وتبعث فيه الرغبة لكنها كانت تنفخ في رماد ذلك ان عبده الزغير كان قد أُفرِغَ من كل قواه الجسدية والذهنية واصبح قاب قوسين اوادنى من الهلاك. ولشدة ماكان متعباًومرهقاً نام ولم يفق من نومه الافي صباح اليوم التالي لكنه وهو يستيقظ من نومه وجد نفسه امام كابوس مريع.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا