عن الحرب (3ـ3)
يمنات
محمد اللوزي
لم نعد نلقي بالا لأي مباحثات بين أطراف النزاع لإحلال السلام، ولا نعير المبعوث الاممي والامريكي ومن معهم أدنى اهتمام. لقد بات واضحا أن الحرب ربح، وأن السلام عدو لدود للمتحاربين الذين سيجدون أنفسهم وجها لوجه أمام مخرجات من المآسي والمتاعب تدينهم تماما، وربما تقصيهم عن أن يكونوا شركاء وطن. لذلك يراها المتحاربون قارب نجاة لهم، وعليهم أن يستمروا في نفخ كيرها وزيادة اشتعالها بحماسيات القول وقوة الفعل وصناعة أسبابها لنتحمل مشاق السفر فيها. في ذات الوقت تشتغل الدول الأورو أمريكية على لغة الأسف والإدانة والدعوة لإيقاف الحرب والتنديد بجرائمها وتجتمع على طاولات أممية تصدر بياناتها ثم تعود لتأجيج مشهد الدماء التي تدر لها مداخيل مالية كبيرة، لتقوى مصانع السلاح على الاستمرارية والتوسع. في هذا السياق أيضا تعلي من قضايا حقوق الإنسان، ترفع رايتها، ثم تكيد لها كيدا. هي إذا اشتغال من أولها الى أبعد مما نتوقع على المصالح والربحية على الثورة والسلطة والقوة، وإذا فإن الحوار يجره.
حوار، يفضي الى خوار، وبهكذا اشتغال مؤلم نرى المبعوث الأممي يعالج قضاياه الاقتصادية وقضايا من لهم حق الفيتو والتحكم في رقاب الشعوب باسم الحقوق والحريات. فيما المتحاربون يستخذون لهذا الحراك، وكل يدين الآخر ويتهمه ولايتقارب معه ولا يريد مخرجا يفضي الى المحبة، بهذه الفاعلية الرديئة يقدم المبعوث الأممي تقريره وإحاطته، ويحدث ان يتمزق وطن وتنطلق دعوة أميية للسلام والعود من جديد لمباحثات من أجلنا، نحن إذا الوقود لهذه الحرب لإبقاء جذوتها ، نحن المعنيون الذين من أجلنا تزخرف طاولات الحوار لنزلاء فنادق الرفاهية من يتجشأون على وقع انفجارات تأتينا وازمات متعددة اقتصادية، اجتماعية، سياسية…. الخ. هكذا الحرب في بلادنا تستقرعلينا، تتلاقح وتنتج فتتأم، كما قالها الشاعر زهير، وإذا لانتوقع سلاما من مخزون رساميلهم وعنفوان تسلطهم التي لولا الحرب لما وصلوا الى ماوصلوا إليه. لن نتوقع السلام والجميع يراها بركة له وزيادة منفعة باسم الوطن والمواطنين وقدسيتها كمعركة مصبوغة بالفتوى والجانب الديني الذي تستند إليه الأطراف، لنبقى نحن في حالة اللاتوازن وفقدان المعنى لماهو إنساني، ليتجه التعليم والإعلام الى قضايا تحشيد، وجمهرة لحرب مستدامة بدلا من تنمية وأمن واستقرار. بهذا المعنى الجميع يفتعل الحرب، يزيد من اشتراطاتها، يضفي عليها هالة من القدسية، يمنحها بركاته فيما دول الفيتو تندد وتشجب وتدعو الى إيقاف الحرب وتعقد في ذات الوقت صفقاتها من بيع الأسلحة القادمة لتدميرنا،وتحالف العدوان الأرعن يتخذ من الشرعية المرتهنة متكاءا لتدمير وطن بأسره وتنفيذ المؤامرة التي تستهدف الارض والإنسان وإبقاء البلاد رهن الهيمنة السعودية والوصاية عليها واستلابها القرار السيادي لنجد جميع الفرقاء يوحدهم سيل الدماء، وقهر الحياة، ومصادرة المستقبل .
تعبنا انتظارا للذي لايجيء، هرمنا من حرب ضروس، أرهقتنا جلسات مجلس الامن، وطاولات المبحثات الأنيقة. اليمني ينزف، الشيطان يصب القار على النار.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا