فضاء حر

عن النص..

يمنات

محمد اللوزي

ثمة نص هناك يقرأني، يشرحني، ينبض بي .هذا النص يختار الأنا جيدا، يتقن العزف عليها، يجعلها فارعة المعنى، تقوم إليه فتجد ما يتحاور فيها الداخل بالخارج .

النص الذي نريد هو ما يفضي إلى طرقنا، ويرسم معالم قلوبنا، ويستجوب عقولنا .كأنه لايقر إلا حين نهداء ،ونتناغم معه، ونسير في رحابه ،نطرقه من اماكن عدة، ومن مسارات متعددة، وجميعها تؤدي إلينا .

ثمة نص ننتظره وهو يلمع في الأفق ويقبل بالتشكل ويهطل مطرا على الذاكرة لنهجى ونتهجى أحرفه .هذا النص نكتشف مغامرته، يفض تخوم ويقبض خيال ويسرف في التمكن حد أسرنا .

نص ذكي ألمعي ننقاد له ويفلت منا ونهبط إليه ويظل ممانعا ومتحولا وممتلك الزمام .نص قاهر تجلياته كلنا، وتنوعه وحدتنا معه، نص أريحي المعنى، وقلق أيضا ..كأنما هو من شجرة مباركة وأحرف غاية في اللطف ،ونار عاقلة تترسخ فيها الفكرة وتنضج وتتفرع وتصير إما نحن وإما نحن .هذا النص دؤوب دوما يقع على المغري ولايستريح حتى يعاقره ويأتي عليه لنعرفه فينا، ولأنه منا نص يستمد كبرياؤه وعنفوانه من ألق الفكرة واختمارها والإنتقال بها إلى مستوى الطوفان، يغمرنا وننقاد إلى الغرق فيه طائعين.

ثمة نص يقفز من بيننا إلينا ويقدم الرائع بذائقة عالية كأنما المعاني جمهرة أحلام وتقلبات فكرة .نص موجود وما يزال قابعا مختبئا في قلب الذاكرة ويريد أن ينط منها وأن يتكون لنكون ..النص ملحمة، حياة سفر، وجود، شاهد عصر، مغامرة معنى ،إنتقال من اللون إلى النصل، فيه مافينا من تداعيات لانقدر على فهمها، ونظل فيها..

النص خرافي بدقة حضوره وانسيابيته وانفلاته وانتصاره علينا وهزيمتنا له براحة عمر.. النص فتاة ماكرة تبداء لتغوي ثم ترتد إلى مجالها تكركر وتصمت.. النص صامت كثيرا علينا وفينا حينا يمضي سهلا ومنقادا وأخرى طائشا مغامرا .

النص هناك يلمع يبرق ويرعد ماإن نقرتب منه حتى يفر ونأتي بعضا منه ليبقى الآخر ليس واقعيا ..والواقع أن هناك نصا علينا به .

النص نحن فكرة وشعورا وآدمية وما نحلم ونرى ونرغب ونجاهد ونسرف في فضائه .النص إنه أنت حين تعقله وتدركه وتناوشه ويهزاء بك ويستكين إليك

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى