امريكا غير جادة في إنهاء بؤر النزاع في الشرق الأوسط

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

امريكا لاتزال غير جادة في إنهاء بؤر النزاع في الشرق الأوسط لان اجندتها الرئيسية تعتمد على استمرار تعميم الفوضى ومعها تحقق كثير من أهدافها القريبة والمتوسطة لأنها تخدم استراتيجية طويلة الأمد ضمن صراعها مع الصين وروسيا بل وحتى مع الاتحاد الاوربي ..

فامريكا تتحايل وتخادع اصدقائها الاوربيين ( كما تخدع اصدقائها العرب ) وهم جميعا أعضاء في حلف الناتو الذي فقد مبرر وجوده خاصة إذا علمنا ان تأسيسه كان في إطار الصراع مع حلف وارسو الذي غاب مع انهيار الاتحاد السوفيتي..

امريكا توسع تحالفاتها الأمنية والعسكرية نحو المحيط الهندي والهادي استفزازا للصين ..وتستمر حشد الدول الإقليمية معها مثل الهند واليابان ..لكنها من جانب اخر وبعد نقد كبير لعملية انسحابها من أفغانستان تتجه اليوم إلى التقارب مع روسيا لاستخدام قواعدها العسكرية القريبة من أفغانستان بغرض جاهزبتها في محاربة الإرهاب كما تقول ..

هذا امر يعكس براجماتية سياسية تتفق مع فلسفتها السياسية الوظيفية… ولأنها لاتزال تنشر الفوضى في اكثر من منطقة فهي لاتدعم خيارات السلام في افغانستان ولا في اليمن ولا في سوريا ..وللعلم ايضاان تحقيق السلام في سوريا يستلزم حوار روسي تركي امريكي …واحلال السلام في اليمن يستلزم حوار إيراني سعودي امريكي ..مع إضافة بعض الاطراف وفق بعض الأدوار المستحدثة لها من قبل امريكا..

السؤاااال هنا اين القوى المحلية سياسيا وحزبيا وعسكريا ، واين رؤيتهم للحل السياسي في بلادهم، وهل يدركون طبيعة التحرك الدبلوماسي الاخير بل هل يدركون طبيعة المتغيرات في المشهد السياسي الإقليمي والدولي وموقع بلادهم في هذا المشهد.

الجدير بالذكر ان بروز وعي سياسي محلي بأهمية الحل السياسي والموافقة على أجندة محددة للحل وفق مشروع وطني يقلل من التدخلات الخارجية وهذا رهن استقلال الفاعلبن محليا عن الخارج وتدخلاته..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

 للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا