دولة بعقلية تاجر جشع

يمنات

د. أيمن الحوثي

استغرب جدا من أن تصبح معاملات وخدمات الدولة التعليمية بمقابل.

فهل يعقل أن تقوم وزارة التربية والتعليم بحصر الاستعلام عن النتائج الثانوية عبر الهاتف الارضي فقط خلال النصف الاول من يوم الاعلان ثم من المساء عبر رسائل يمن موبايل وجميعها بتعرفة (خاصة) وليست مجرد اتصال أو رسالة عادية.

لماذا موقع الوزارة المجاني مقفل..؟؟

عيب والله عييييييب

هل اصبحنا مثل قناة MBC وبرنامج الحلم أو حروف وألوف التي تعتمد على الرسائل واتصالات الجمهور في مسابقاتها ورهاناتها؟؟!!

ناهيك عن التعليم الجامعي الموازي والنفقة الخاصة التي خفضت من الحصص والمقاعد المجانية للفقراء ومن يعتمدون ويركنون على قيام الدولة بالتعليم المجاني وهذه مهمتها الرئيسية أصبحت بالرسوم والدولارات الأمريكية.

عندما تفرض الدولة ضرائب يصبح التعليم المجاني (حقا) للجميع خصوصا الناس غير القادرين على دفع تكاليف التعليم.

فعلى سبيل المثال وأنا ك(يمني) درست ماجستير ودكتوراه في المملكة المغربية وسجلت أنا وكل زملائي اليمنيين بالمجان وحتى زملائنا المغاربة درسوا أيضا بالمجان ودون دفع رسوم دراسية.

عندما تتوجه الدولة للجباية وبعقلية التاجر الجشع تصبح حتى التزاماتها الطبيعية والاخلاقية والقانونية والدستورية تتقاذفها عقليات المسئولين المادية والتي لا تفرق بين خدمة وتجارة ودولة وشركة ولا تفهم أنها تجبي الضرائب والجمارك لتوفر الخدمات الضرورية بالمجان.

لو استمرت هذه العقليات الجبائية سنصل إلى أن تتصل بالنجدة 199 والمطافي وتدفع رسوم استغاثة وأمن بتعرفة ورسوم قناة الـ MBC ومصطفى الآغا.

خففوا من مسار الدولة الجابية واشتغلوا بعقلية الدولة العادلة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك