فضاء حر

موت الضمير

يمنات

نايف المشرع‎ ‏‎ ‎

موت الضمير الإنساني يعني أن ﻛﻞ شيء اصبح ﻣﺒﺎﺡ :
إستغباء العقول ، خيانة الأمانة، الأسراف في القتل ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ عنه ، ممارسة الظلم والأستبداد!!

موت الضمير يجعل ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺪﻡ كطعم العسل ..
موت الضمير يجعل ممارسة الظلم إحسان ..

موت الضمير أحساس أخر من خلاله ﺗﻬﻮﻥ ﺍلأﻭﻃﺎﻥ ﻭ تنتهك ﺍﻻﻋﺮﺍﺽ ﻭ ﻳُﺰﻳﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ !!

موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ يجعل آنين الإنسان نغم موسيقي عذب..
موت الضمير يجعل ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻛﻘﺮﻉ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ، ﻭ ﻫﺪﻡ المنازل ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ متعة أفلام ﻣﺜﻴﺮة..

موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ محاولة لانتزاﻉ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ..

موت الضمير يجعل ﻛﻞ شيء ، معاكس الحق باطل والباطل حق ، ﺍﻟﺠﻼﺩ ﺑﺮﺉ ﻭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﺘﻬﻢ ..

موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ يعني غياب للسلام ، غياب للعدالة ، تخلي عن المسؤولية ، غياب للمواطنة ..

موت الضمير يعني: توطين للطائفية ، توطين للعنصرية، توطين للتمييز ، توطين للمناطقية ، قتل للأبداع ، توطين للجهل ..!!

موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ يحول ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ إلى وﺣﺶ ﻛﺎﺳﺮ ينظر لكل من حوله أنهم مجرد فريسة يجب الإﻧﻘﻀﺎﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﺗﺒﺪﻭ له ﺍﻟﻤﺪﻥ غاﺑﺎﺕ خضراء يجب السيطرة عليها.!!

موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ يجعل من ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺭﺩﻳﻒ. ﻭ يجعل من الحقوق والحريات شعارات دعائية ، ويجعل من كرامة الإنسان بطاطس ﺳﻬﻞ ﺍﻟﻤﻀﻎ ..
موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ يجعل ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺧﺎﺹ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﺣﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺣﻼﻝ. !!

موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ يجعل المسؤولين ﻳُﻨﻈﺮوا ﻟﻸﻭﻃﺎﻥ ﻛﻤﺰﺍﺭﻉ ﺧﺎﺻﺔ بهم ﻭ ﺍلشعوب ﻗﻄﻴﻊ ﻣﻦ الأبقار والأغنام والحمير سخرت لخدمتهم ..

موت ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ غفوة للعقل ﻭثورة للاﺣﻘﺎﺩ وتعطيل لاﻧﺴﺎﻧﻴﺔ الإﻧﺴﺎﻥ وتعطيل ﺣﻮﺍﺳﻪ من ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ليصبح ﺻﺎﺣﺐ ﻋﻘﻞ ﻻ ﻳﻔﻘﻪ ﻭﺻﺎﺣﺐ إذن لا تسمع وصاحب ﻋﻴﻦ ﻻ ﺗﺒﺼﺮ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻗﻠﺐ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ لا يرحم أو يلين ..

موت الضمير تدمير التعليم وتشجيع للخرافة والجهل..
موت الضمير إحلال الفاشل مكان الناجح وقتل مواهب المبدعين والناتج فشل بلا حدود !!
*‏*

إن ما حدث و يحدث في اليمن لا يمكن أن يكون إلا ناتج لموت الضمير الإنساني..!!

ماتت ضمائر المسؤولين في الدولة! تخلوا عن مسؤولياتهم تجاه الشعب ..

ماتت ضمائر الأحزاب قامروا وعبثوا بالبلد مزقوه وتاجروا به ..

ماتت ضمائر القضاة ، تم ممارسة الظلم واهدرت الحقوق والحريات ..

ماتت ضمائر السلطات وعملت على إحلال الطلاب الفاشلين محل الطلاب المتفوقين في ديار العدالة ..

ماتت ضمائر رؤوساء الجامعات وحرموا طلاب متفوقين من الدراسة واقصوهم لأسباب ليس لهم ذنب فيها وحسابات لم تستوعبها عقولهم النقية..

ماتت ضمائر مدراء المستشفيات العامة وخانوا الأمانة وجعلوا المستشفيات متاجر لكسب الأموال فعاد المواطن بمرضه إلى فراش الموت..

ماتت ضمائر المثقفين والأدباء وتحولوا إلى أبواق تطبل للجلادين والفاسدين. ودلالين لبيع معاناة الضحايا. وجدران وعوازل لحجب الأصوات المدافعة عن الحقوق والحريات !!

مات الضمير..

موت الضمائر يميت إنسان

وقهر الشعوب ضياع أوطان

وإحلال الظلام بيد ظالم

خراب يراكم الجهل أزمان

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى