هل أنجز عبدربه منصور هادي وظيفته كرئيس انتقالي؟
يمنات
محمد ناجي أحمد
في لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات قال الرئيس علي عبد الله صالح بأن اختيار عبد ربه منصور هادي كأيد أمينه كان سعوديا، أرادت السعودية ذلك وهو استجاب لها.
ثم كان توافق الأحزاب الموقعة على التسوية الخليجية بأن يكون هادي هو المرشح الوحيد في انتخابات هي مزيج من بيعة المساجد للأمراء وملوك ومن انتخابات رؤساء الأنظمة المستبدة التي يكون المرشح (أ) هو المتاح الوحيد لجبر الناس وليس اختيارهم!
تحدث عبد ربه منصور هادي عن مهمته في صحف الرياض وعكاظ بالانتقال نحو يمن مختلف عن يمن ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990 ويمن ما بعد الثاني والعشرين من مايو.
ونحن اليوم نعيش ونتجرع يمن عبدربه منصور هادي الذي أنجز مهمته الانتقالية بكل خبث واحترافية.
يمن مختلف بأقنعة طائفية متعددة الأشكال متكاملة وظيفيا.
سقوط للدولة الهشة بدلا من الانتقال بها نحو اللحمة والتنمية والسيادة، استدامة للحرب ضد اليمنيين كغالبية تعيش الفقر والتقتيل والخوف والمرض.
تخدير واستغفال الناس بالحديث عن ثورة في زمن الحرب، الثورة تنجز تحولات نحو الأمام فيما الحرب تنجز تفتيت الجغرافيا والقيم وموت الإنسان. بناء جدران مذهبية وجهوية ومناطقية، تفكيك لجيش الجمهورية اليمنية، واستبداله بجيش وهمي يتواجد في الكشوفات ونهب الثروة، سقوط للاقتصاد والعملة، واتساع بازار الفساد والارتهان لكل من يعمل ضد استعادة اليمنيين لدولتهم ووحدتهم.
تدمير لكل مؤسسات الدولة في التعليم والصحة والإنتاج والخدمات إلخ، وخلق طبقة طفيلية أثريت في زمن الحرب وخصخصة لكل شيء بما في ذلك الأكسيجين.
إنه عبد ربه منصور هادي الذي أنجز وظيفته الانتقالية بكل خبث واحتراف لصالح الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية ومشيخات الخليج.
توصيف “هادي” بالرئيس النوَّم وتقديمه بصورة البليد فيه استهبال للعقل وللتاريخ.
سيكتب التاريخ أن “عبدربه منصور هادي” أنجز في اليمن ما أنجزه “بريمر” ودستوره في العراق بعد احتلاله.
“هادي” ليس نائما، وليس مريضا وليس أبلها.
من ينجزون تجريف الأوطان هم في أشد درجة الانتباه، وليس لهم أن يغفلوا طرفة عين أو يحيدوا قيد أنملة عما صُنِعوا له.
قبل “هادي” لم تكن الحوثية سلطة قهر عنصرية عرقية.
قبل “هادي” لم تكن العصابات الجهوية في المحافظات الجنوبية سلطة قهر وعنصرية هويّاتية.
قبل “هادي” لم يكن الإخوان المسلمون سلطة قهر وعنصرية مناطقية، كانوا ذراعا من أذرع مراكز قوى مستبدة ومستأثرة.
لا فرق بين قناع مذهبي وجهوي ومناطقي.
لا فرق بين هوية جهوية وهوية إيمانية وهوية مناطقية. كلها أقنعة وظيفية ورموز ونجوم تفاهة “الزمن الإسرائيلي” في “حقبته السعودية” ودويلات محطات البنزين المستلبة لليمن أرضا وإنسانا.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا