العرض في الرئيسةفضاء حر

عن تهديد النائب حاشد..

يمنات

ماجد زايد

التهديد بالقتل، في تأثيره على الإنسان أسوأ بكثير من عمليات الإغتيال المباشر، خصوصًا التهديد بناءً على الأراء والتوجهات، التهديدات والتلويحات ذو الدوافع التسلطية والهمجية تجاه المعارضين السياسيين في ذات الجغرافيا الوطنية، هذا التأثير بمفعوله يكون أسوأ في مضاعفاته على إستقرار إسرة الفرد وأبناءه وبناته وأقاربه، يعيشون معه في قلق دائم، وخوف بالغ على والدهم ورب أسرتهم، هذه جرائم إنسانية بحق المواطنين وحرياتهم، وهمجية مبالغ فيها..

تخيلوا حياة أبناءكم وبناتكم ومحيطهم وشكل خيالاتهم مع عجزهم التام عن حياة الطمأنينة المعيشية مع والدهم، وإضطراباتهم المتزايدة كلما شاهدوا الشتائم الوضيعة والتهديدات المتكررة تنهال لشخص هو كل شيء في عالمهم، شخص يفترض به محصنًا سياسيًا وأمنيًا، في وطن سقط منه كل الأعَلام والأبطال، وصارت فيه حياتهم مجرد خوف وتوقعات مخيفة في جحيم وتواطئ..

القاضي وعضو مجلس الشعب، أحمد سيف حاشد، يتعرض لحملات وحملات، إستهدافات لشخصه وأسرته وسبل معيشته، وتهكيرات يومية لحساباته وصوته وأراءه المناهضة للفساد والمفسدين، يتعرض لهمجية هوجاء من منظومات إيدلوجية مغفلة وغبية، بدوافع كل غايتها تشتيته عن أراءه وأفكاره، هذا الأمر صار مبالغًا فيه، وغير معقول، لم يحترموا عضو مجلس الشعب وقد بلغ به العمر عتيا، بعد عفود طويلة قضاها في النضال والكفاح الوطني الصادق، حاشد عضو مجلس النواب، جاء من الفئات الأقل فقرًا، وأصبح ممثلًا للشعب وأصواتهم المحفورة في ضمائرهم، عن رجل لم يخنهم ولم يراوغ على حسابهم، ولم يبع ضميره لكل الحكومات المتلاحقة، كان معارضًا لعلي عبدالله صالح، وكان أصدق من عارضه من كل الأحزاب والمعارضين، بعدها عارض حكومات التقسيم والتمزيق بزعامة هادي، وعارض تقسيم الجيش وإعادة هيكلته، ورفض عضوية مؤتمر الحوار الوطني ضمن قائمة هادي، يومها قال: لن أكون جزءًا من التقاسم والتمصلح والإتاوات، رفض الإنضمام لعضوية المؤتمر الحواري الذي دفعوا للمشاركين فيه ملايين الريالات، والبدلات والنثريات والعملات الخارجية، جميعنا نتذكر هذا، وكل يوم نتذكر كبرياءه وصوته المبحوح والكبير في السن من وسط الجماهير المستلسمة للإرغام والخنوع، ولكن، وأمام هذا كله، بعد أن عجزت سلطة الواقع عن إحتواءه ضمن مومياءاتها السياسية المجيرة لحسابتها، ذهبت ودفعت بصغارها من الكائنات الوضيعة لتهديده وإستهدافه، في حركة عمياء غايتها تشتيت الرجل وإثناءه عن مواقفه ومعارضته للفساد والمفسدين ولوبيهات التمصلح وجني الثروات الفاسدة، في فترة وجيزة لا تتعدى الأعوام..

هذا الباطل لا يمكننا تجاهله، وعمليات التخويف الممنهج والإنحطاط في التعامل مع المناضل أحمد سيف حاشد صارت شكلًا سياسيًا متبعًا، ومنهجية متواطئة على الرجل، هذا الشكل المتقدم من إنعدام العقل وسقوطه في وحل الهمجية والغباء، هو في النهاية طريقة متخلفة تنتج صنوفًا مختلفة من الأنظمة الشمولية والمتسلطة، وبها تتنازع مختلف النعرات والانتماءات الضيقة. إنه الزمن المشغول بإنتاج الفساد والخراب والهزائم المتكررة في التفاؤل الشعبي العام، زمن لعين يتمسك فيه الحيّ برأس الميت ولا ينجو منهما أحد..

نحن بحاجة لمساحات إضافية في توقعاتنا وتصوراتنا اليومية، مساحات تتسع لكل هذا الكم المرعب من العنف والخوف والتضييق، لكن الأمر المحيّر هو في خصوصية التفاعل والإستجابة الحاصلة والإنسياق السلطوي الرأسي تجاه الرجل، حيرة مرتبطة بالصدمة من تفاعلات الجمهور المتفاعل والخصوم السياسيين مع حالة التضييق الحاصلة للمختلفين عنهم في السياسة والتوجهات، تفاعلات تصبح في النهاية نوعاً ما من لذة الاستمتاع في التسبب بالألم للأخرين، هذه الخصوصية تتجسّد في كراهية الأخرين والحقد عليهم بلا أسباب مادية، وتكشف عن نقص أخلاقي يتكيف ببساطة ورضا تام مع عمليات التحقير والإهانة والإذلال.

الإنحطاط والتهديد بالقتل، وتجاهل الفاعلين في المحصلة لا يعد شكلًا سياسيًّا متبعًا أو ذكاءًا فهلوانيًا لرأس السلطة هتا، بقدر ماهو جزءاً إجراميًّا وإستخباراتيًّا تديره أنظمة شمولية تسلطية لا تثق بقدرتها على البقاء.

كل التضامن مع القاضي والنائب الشعبوي الصادق أحمد سيف حاشد.. وصوتي من صوته، وروحي من روحه، ورأسي فداه، سيدي ومولاي ومدرستي الأولى والأخيرة..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى