العقول متشابهة على اختلافها المذهبي و المناطقي
يمنات
نبيل حيدر
محاولات الهروب من التماثل في العقليات و السلوك لم تنتج غير مزيد من التهتك و الانحدار .
هذه الحرب على اتساعها فوق الأرض اليمنية أثبتت أن العقول متشابهة على اختلافها المذهبي و المناطقي.
الإثباتات تتوالى و من كافة الاتجاهات أن المشاريع و الخطط لا تتجاوز كونها أفكار ضيقة بما فيها من مشاعر الافضلية و التعالي و الأحقية و الادعاءات المغلفة لها و لا تحمل هما وطنيا حقيقيا بقدر انغماسها في الأنا و مصالحها .
نهرب من جلد الذات ، و هل نحتاج لجلد الذات ؟ نعم نحتاجه و بشدة و لكن بمفهوم المراجعة و بمنطق ” قولوا الحق و لو على أنفسكم ” .
قديما مشاعر الاعتقاد بالأفضلية أكثر من إمام و أكثر من سلطان في وقت واحد ، و خلقت صراعات بينية استغلت الواقع المغلق لصالحها ، و في المحصلة لم تنتج دولة وطنية .
الأول انفرد بالحكم و تحول إلى طاغية و البقية تحولوا إلى دويلات انتهى فكرها و طموحها إلى محميات مرعية من المحتل . و لاحقا تولى المشيخ مهام التمايز ، و ها هو التاريخ يعيد نفسه لأن المدخلات لم تتغير ، مدخلات الأفضلية من أي نوع و معها الاعتقاد و الغلبة بالقوة .
الإيمان بالأفضلية ليس محصورا على طرف دون الآخرين ، و لأنه حاضر بقوة فقد استطاع التفوق على الشعور و الإيمان بالوطنية ذات القيم العامة غير الحصرية و ذات النظرة العادلة غير المنحازة .
و الوطني يزِن بعدل على عكس التمييزي الخاص ، الوطني إذا تحول إلى واقع يخلق مصالح عامة لا تسمح بغلبة المصالح الخاصة و تفردها ، و لذلك يفرون منه .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا